|
آراء امرأة أجبرها الواقع على الزواج من رجل من ماركة (سترة حال) وانجاب عيال ذهبت إليه قسراً دون المرور إلى الحب أو التلاقي به وفي لاحق الأيام تعثر وقت قلبها بعشق مسافر ومشاغب ولطيف أعاد لها العافية الوجدانية والمشاعر ذات الفعالية وتحدثت مع ذاتها: (الآن عند ملتقى هذه المشاعر أصبحت امرأة من موسيقا عواطف وألحان أنوثة وأغنيات عذوبة وشوق.. تجددت مع الحب الجديد وتعافيت من لعنة الإهمال مثل متروكات قديمة في خزانة ثياب التفتت إليها المصادفات فأصلحت ما بها من عطب وأبعدت عنها النسيان..). بعلاقة جديدة بالشفاء والحاسة الماثلة للتوق صارت المرأة حباً ورسائل عطر عاجلة وتقدمت لنيل الشهادة الثانوية بالأناقة والمحاسن واللياقة وقد تنجح في شهادات وأكاديميات كبرى وقد تفرح أكثر بمراعاة مشاعر بنتها وولدها وقد لا تسمح لليأس بمصادرة أمانيها وآمالها وهي تخبر: (سأتأمل وأرى وأعيش صديقة الأحلام الحلوة بعد أن تجاوزتني الأحلام المنغصة والممهورة بخاتم القناعات القسرية).. فكيف الحال مع البشرية التي تتآمر على الضمائر لتستقيل وتفصل من مزاولة مهنتها الراقية ألا وهي أنها ضمائر تفكر بالضمائر وتتأمل المصائر وتقدر الخير للناس وتحب الحريات للآخرين؟!. وليس كما يحلو لبعض المتفيهقين الحديث عن أسئلة الضمير وحريات العيش والقناعات من باب الرفاهية والكماليات كنساء يتسوقن علب عطر كثيرة لتعويض الثقة وإعلان تحدي المخاوف والآتي.. الضمائر ليست من الكماليات ولا تدخل في التسوق.. تفصيلات وحيثيات الجوع العاطفي والأمنيات ومصائر اللقمة والعيش والأرغفة المتعددة رغيف طعام ورغيف كلام ورغيف كرامة ورغيف أحلام ورغيف ثقة بالحياة ورغيف سعادة وطنية وهذه تشمل الأمور الأخرى والأساسيات التالية.. كيف تحيا بشرية تقود أساسيات عيشها مفاهيم الانحطاط ولعنات الهمجية وسطوة الجوع والطغيان والحيوانية المتخلفة جداً والبدائية أكثر من صخرة لا تجيد التعامل معها الرياح وعوامل التعرية والفصول؟ من يعيد الحياء والحياة لقناعات الكون الفاجرة؟! كيف تهدر ضمائر هؤلاء الهمجيين الـ غرب شمس الحضارة ومصابيح العقل المتحضر الحريات والدم والدموع وجميع الخبز البشري وجميع الفكر الجيد؟!! وفي نهاية الهدر والعطالة الضمائرية قد تتحدث عن ثقتها بحقوق إنسان وحماية الشعوب؟!!. ما هذه البراعة بالكذب وفجور التدمير وقتل الضمير وتحريض الموت على مضاعفة الموت حتى صار الموت هدايا الضمائر الخرفة المتلوثة بكل الخبث الممكن وكل التشويه المستطاع وكل الريبة والخديعة؟! وكلت البشرية الوحشية عقلاً ضارياً قاتلاً بمعاني البقاء واسترجعت ما في الماضي من خرافات مؤذية لتعاون وعيها على الافناء وذبح الحريات واستئصال الرؤى من الناس الذين هم خدم مخلصون للخراب بدل أن يكونوا بشراً محبين مؤمنين بالحياة؟ ليست لدى ضمائر هذه الحضارة الـغرب حب الناس وحلم الناس وحاجات الناس وأرواحهم أي عافية وأي معاناة صحيحة تفيد في شفاء أسئلة الحاجات الملتاعة حاجات تتلاقى مع الكيانات ولا تهدم؟! ضمائر هذا النوع ليست أكثر من تصنيعات حربية كـ(البواريد وقاذفات ومدافع قتل أحلام البشرية) ماذا فعلت هذه الضمائر إلا الغياب عن أهبة التفكير بالناس وحياتهم؟!! يشتهي الكون أن يلبس قمصان أحلام بشرية لا تقتل ولا تحرق ولا تحاصر ولا تحتل ولا تدمر.. قمصان الأحلام الحالية من قماش العفونة وخيوط الذل وأبر القناعات الرطبة المهترئة!؟ وليس بوسع أحلام الناس البقاء مع هذه الخرابات والفظاعات ولابد أن يتقدم الكون ببيان ضمير كوني جديد يحب أن يبقى حياً وأن يتماثل للشفاء من أمراض الضمير المتمترس وراء الخيبات والخبث والخبز الجائع والأسود.. خبز يخدع القمح والتراب والسنابل.. خبز غربي مجتهد بتوزيع المذاقات المسمومة بدل نكهات الهناءة؟ بعد كل الذي مر على حريات الناس من قتل هل تقبل بأن تكون الضمائر التي برسم الإنفاق الاستهلاكي والحروب والجرب الكوني سيدة الموقف هل تستسلم البقية الباقية من الإنسانية لسيادة الخرف والخراب وأفعال التزوير؟! لعل الأحلام الآتية ترشد الضمائر القادمة إلى وعي جميل وسلوك إنساني. تعبت الشعوب من خرف الحضارة الـغرب إنسانية.. فلتكن الرحلة المقبلة وسط إنسانية ولصالحها وما يترتب عليها من أمنيات . دامع طرف أغنية الجهات الحالمة والحالمون كسالى؟ حولنا الحزن أحمق الخطا والخريف تتالى.. ليست بيننا غير أحلامنا تكتب الصبح جلالاً وجمالاً وتلم من فصحى الوجود قصائد الشوق ابتهاجاً وابتهالاً. وطن الناس أناس وجبال وسهول تعلن الدنيا اخضلالا وطن واعد الريح يربي في أعالينا الأعالي والغلالا. |
|