تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة .. قرارات لسفك دماء الكلمة  المقاومة

آراء
الخميس 7-6-2012
سليم عبود

لست وحدي من كتب، وطالب على مدى سنوات بضرورة تطوير الإعلام السوري، والارتقاء به إلى مستوى الدور المحوري المهم والمتألق الذي تلعبه سورية منذ عقود طويلة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، فالسوريون عامة ما انفكوا يطالبون الإعلام السوري بالارتقاء وبردم الهوة الواسعة بين الأداءين السياسي، الإعلامي.

حقيقة..‏

كان الإعلام السوري  إلى وقت قريب يعاني من حالة ضياع، أو بالأحرى من غياب المشروع الحاضن للأفكار والطاقات والقدرات والرؤى العلمية لبناء عمل إعلامي، ودور إعلامي يليق بسورية المقاومة، كان هناك خطاب يردد من قبل المشرفين على الإعلام يقوم على مقولات غير صحيحة تقول بضعف الإعلام الرسمي، وعدم جاذبيته، وإنه لايستطيع تحقيق الجماهيرية التي يحققها عادة الإعلام التجاري.‏

إن مثل هذه الأقوال، كانت تمثل هروباً من الفشل، واستغراقاً كاملاً في خلق الذرائع لبقاء الإعلام السوري على وضعه، للأسف، كان هذا الخطاب يحبط العاملين في الإعلام، ويدفع بالسوريين إلى مزيد من القلق، والغضب وهم في مواجهة حادة مع إعلام معاد يستهدف وجودنا القومي، وذاكرة أجيالنا الشابة، ومصلحاتنا، وثوابتنا النضالية.‏

في الآونة الأخيرة، أظهرت الأزمة التي تعيشها سورية (عدم واقعية) هذا الخطاب الذي يرى عدم جاذبية الإعلام الوطني.. لقد تبين أن الإعلام الذي يحمل هموم الناس وقضاياهم بشفافية وصدق سواء أكان رسمياً مثل «الفضائية السورية» والإخبارية السورية»، أو خاصاً كقناة «الدنيا « هو الإعلام القادر على تحقيق الجماهيرية ، وهو القادر على صناعة الرأي، وقيادة الحروب الإعلامية، وهو الذي يستطيع أن يصنع الرأي، ويهزم الأباطيل.‏

  ‏

مع بداية الأزمة السورية، أو بالأحرى مع تصاعد الحرب الإعلامية والدموية التي تشن على سورية، بدأ الإعلام السوري يخرج من قيلولته الطويلة، أو بالأحرى.. راح يتخطى المقولات الجامدة التي شكلت  زمناً الجدار الفاصل بين الإعلام والجماهير، فقد راح ينال استحسان السوريين، والعرب، ويتخطى تلك الفضائيات التي توصف بالعملاقة كالجزيرة والعربية وغيرهما التي تبث الأكاذيب والأضاليل التي تشوه الحقيقة، وتسفك دمها كما يسفك القتلة دماء السوريين .‏

يقول إعلامي عربي: «لقد نهض الإعلام السوري، كما ينهض جندي شجاع، أدرك أن الوطنية تتطلب منه الشجاعة والوعي واستنفار الطاقات, لقد نهض الإعلاميون السوريون ليكسروا أطر منظومة العمل الإعلامي التي سادت في الماضي قبل الأزمة، والتي أدت إلى انزواء بعضهم جانباً، وإلى هجرة بعضهم الآخر إلى خارج الإعلام السوري، ومنهم من ألف الأجواء الضيقة كما تألف أشجار السنديان الأصص الضيقة، فتقزمت طاقاتهم بمرور الزمن.‏

  ‏

الإعلام السوري اليوم لايتصدى للحرب الإعلامية، بل يدك خنادقها، ويتخطاها، ويبطل مفاعيلها، فالقنوات السورية دخلت كل المنازل العربية، وأنارت عقول الناس بالحقيقة التي أراد الإعلام المعادي هدر دمها، إن نجاح الإعلام السوري، أغضب القادة الخليجيين، وأغضب ساداتهم في واشنطن، وتل ابيب» حقيقة.. إن الأزمة التي استهدفت الوطن، استنفرت طاقات الإعلاميين السوريين، فقد نهض الإعلام السوري متخطياً كهوف الصمت نحو فضاءات الحقيقة والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، فانفردت أجنحة الإعلاميين السوريين على مداها، وتبين للقاصي والداني، وللأعداء والأصدقاء أن الإعلام في سورية يمتلك قوة الكلمة الصادقة الشفافة، والرأي السديد، والصوت القوي، والتأثير الفاعل، وأن هذا الإعلام ليس سبّاباً ولا شتاماً ولا كذاباً ولا مضللاً كما هو الإعلام الخليجي والغربي والصهيوني، فكانت قوة الإعلام السوري في صدقه وفي موضوعيته وفي نبضه القومي، المقاوم.‏

لقد وجد الإعلام المضلل نفسه في مواجهة إعلام سوري قوي، شفاف، متوازن، قادر على اصطياد هذه الأضاليل، والفتك بها كما تفتك النسور بالأفاعي السامة.‏

لقد نجح الإعلام السوري في زمن قصير بالتصدي لأشد الهجمات الإعلامية التي واجهتها دولة ما في التاريخ، نجح الإعلام السوري بإمكانيات متواضعة في دحر الإعلام المحرض الذي أنفق عليه أصحابه مليارات الدولارات، ووفروا له أحدث التقنيات، وأعداداً كبيرة من المتخصصين في الإعلام السياسي والثقافي والتحريضي والنفسي.‏

لقد نجح الإعلام السوري في كسب ثقة المشاهد السوري والعربي، بتقديم المعلومة الصادقة، والصورة الصادقة، وفي تقديم الضيوف الذين يتميزون بالفهم والموضوعية والحس القومي والوطني، ونجح في كشف أكاذيب تلك القنوات الفضائية التي أرادت تدمير سورية ليس كنظام وحسب وإنما كدولة، وكشعب.‏

إن قلق الجهات المعادية من الإعلام السوري، يشكل نافذة مضيئة، تعبر إلينا منها بشائر الانتصار، ليس على الصعيد الإعلامي، وإنما على الأصعدة كافة.‏

  ‏

قرار مايسمى بالجامعة العربية حول وقف بث القنوات السورية على قمري العرب سات والنايل سات يؤكد ثقتنا بأنفسنا وبإعلامنا وبقدراتنا، وأننا نمتلك مفاتيح القوة لتحقيق النصر على الأعداء.‏

إن القرار يجعلنا نحن السوريين فخورين بإعلامنا، وبإعلاميينا، ومثقفينا، ويجعلنا أكثر ثقة أننا نستطيع تحقيق النجاح والنصر في الإعلام وفي غير الإعلام، لأننا أصحاب قضية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية