|
عن لوموند أو المكانة التي يمنحها الآباء لأطفالهم انطلاقاً من رغبتهم الدفينة في ربحه أو كسبه لذاته، وليس لطمس أو سحق شخصيته، كذلك ارتباط روح المنافسة بالقانون أو العرف، الأمر الذي يتطلب قواعد معينة لإنجاح اللعبة،
فأي شكل من أشكال الضرب غير مسموح به، فضلاً عن أن للتربية دوراً أساسياً لتمكينه من إنماء قدراته النفسية وتطويرها، لتشكل له بالتالي قوة لمواجهة الفشل وتحمله والإفادة منه في تسلق سلم النجاح بدلاً من الرزوح تحت عبء الفشل واجترار المرارة، هذا الأمر لا يمكن تحقيقه على الاطلاق وسط عائلة تتطلع إلى طفلها كأمير صغير أو دمية جميلة..!! وفي هذا السياق، لابد من التنويه إلى أن معظم الآباء يحاولون بفطنتهم تجنيب أطفالهم الخسارة المحققة من خلال مشاركتهم لهم اللعب والنشاطات المسلية غير مدركين أنهم بذلك إنما يقدمون لهم هدية فاسدة، وفي نيتهم أصلاً أنهم يريدون تجنيبهم ألماً نفسياً ولو طفيفاً حتى لا يتجرعوا مرارة الخسارة وبالتالي الذل والإهانة ومختلف المشاعر السلبية التي قد تترسخ في لا شعورهم، وتشوه رؤيتهم وتقييمهم للأمور حولهم في القادم من سنيهم وداخل معترك الحياة وعلاقاتهم المختلفة، لابد من تعليم الطفل أن الفوز مرة والخسارة مرة ومرات حليف كل كائن بشري وسمة طبيعية، إذ لن يكون بوسعنا تذوق طعم النجاح إلا بعد فشل قد يكون متكرراً. من واجب الآباء أن يثنوا على كفاءات أطفالهم في حال النجاح وتدريبهم برقة عند تعرضهم لخسارة ما تمهيداً لتحقيق الفوز في الجولة المقبلة دون أن نبغي من ذلك الدفع بهم للفوز لمجرد الإثارة واللذة والزهو، بل بهدف تنمية شخصيتهم وصقلها بحيث تتمكن من مجابهة الحياة بابتسامة مشرقة صادقة دون اللجوء لإدانة أنفسهم وإدانة ضعف الآخرين ونقائصهم. في الحقيقة قد يصبح الفشل أمراً شاقاً في حال لجأ الآباء إلى ممارسة تأثيرات وضغوطات لحث أطفالهم على الفوز المستمر ليساهم بالتالي في خلق نرجسية لديهم مع خطورة تحولها إلى علة قائمة تقوض قدراتهم النفسية وبالتالي شخصياتهم». وحول كتابها الجديد «الحب وحده لا يكفي»، وجهت لها صحيفة الفيغارو سؤالاً آخر ذا صلة بالموضوع يتمحور حول علاقة الحب الأبوي في تحفيز روح المنافسة عند الطفل، وكانت الإجابة كالتالي: «المشاعر والعواطف الأبوية لا تكفي وحدها دون تضافرها مع تربية حقيقية تمكن الطفل من المقاومة والمجابهة مع أقرانه وأمثاله وحتى الغرباء عنه كي يتدرب على إنماء إنسانية متمدنة حضارية في نفسية قادرة على التكيف والانسجام مع الآخرين، تدريب الطفل على تقبل آراء الغير تجاهه يكسبه روحاً تنافسية شريفة ما أريد قوله في النهاية إن تربية الطفل ليست بالأمر اليسير كما يخيل لكثيرين، حتى إن منحه الحب يتطلب حناناً ورقة ودفئاً في المشاعر مع إرفاقها بالضرورة بزخم من الرسائل الإيجابية من الوالدين بالدرجة الأولى ولكن ليس بالكلام وحده بل بالقدوة والمثال الصالح، لذلك لابد للوالدين من الانخراط في مناهل الثقافة النفسية والروحية وحتى الجسدية كي يتمكنا من خلق إنسان متكامل متزن وسعيد يقف على أرضية صلبة من الحب النقي والنظيف. |
|