|
مجتمع ونظريات ومعالجات يجب أن تصب في خدمة البشرية في إطارها السلمي والانشائي والاجتماعي، لا أن يجري السباق اللامتناهي بين تلك الدول الآنفة الذكر،
أين تدفق نقايات ومخلفات الانتاج الصناعي في الدول النامية من دول عربية واسلامية فقيرة . فما تشهده البشرية اليوم من تراجع لمفهوم قيم العدالة والمساواة بأبسط أشكالها مع تصاعد وتزايد في اتساع مساحة الليبرالية المتوحشة فإن المجتمع الانساني يتطلع اليوم إلى عالم نظيف خال من الأسلحة النووية متأملاً من كل المهتمين في مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية والدينية والبرلمانية ووسائل الإعلام المتنوعة والمتعددة إضافة إلى المتطوعين في ميادين العمل الإنساني والتنموي لتعزيز جهود إرساء اتفاقية دولية تعمل على حظر استخدام الأسلحة النووية وصناعتها ونقلها والاتجار بها إضافة إلى تفكيك الموجود منها في جميع أنحاء العالم وذلك من أجل سلامة وأمن ورفاه المجتمع الإنساني هذا مابدأ به الدكتور غسان شحرور محاضرته في فرع دمشق لنقابة الأطباء تحت عنوان الآثار الصحية الكارثية للأسلحة النووية وتحدث عن اليوم السادس من آب سنة 1945 عندما قامت إحدى الطائرات الأميركية على مدينة هيروشميا ودمرت نحو 90٪ من مباني ومنشآت المدينة وقتلت أكثر من ثمانين ألف شخص كما جرحت تسعين ألف شخص آخر وبقي عشرات الآلاف بدون مأوى كانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف وسبب تدميراً كاملاً لمساحة قطرها ميل كذلك امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال وأضاف: أن دماراً بهذا الحجم لم يكن ليستثني البنية التحتية الطبية ولا الأطباء ولاالمعدات فأشارت التقارير إلى مصرع 270 طبيباً من أصل 300 في هيروشيما و1654 ممرضاً من أصل 1780و112 صيدلياً من أصل 140 وحتى الآن لاتزال آثار هذه القنبلة في البيئة المجاورة والبعيدة، وتؤدي إلى أمراض وتشوهات عديدة بين سكان تلك المناطق علماً أن تلك القنبلة الذرية التي استخدمت في ضرب هيروشيما تعد متواضعة وصغيرة بمقياس الأسلحة النووية الموجودة حالياً في العالم والتي يبلغ عددها نحو 2٣ ألف رأس نووي وتحدث شحرور عن العواقب الكارثية الإنسانية للأسلحة النووية التي يمكن أن تحدث حتى في حال نشوب حرب نووية إقليمية أوخطأ أدى إلى تفجير أقل من 1٪ من الترسانة النووية العالمية من هذه الآثار عدد كبير من القتلى وحروق الإشعاع الناتج، والعمى والتسممات والتلوث الإشعاعي في البيئة على نطاق واسع بالاضافة إلى الهطول الإشعاعي الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وينجم أيضاً مايعرف باسم الشتاء النووي الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض محاصيل الغذاء العالمية وتغير المناخ لعدة سنوات فتحدث مايعرف باسم المجاعة النووية كذلك الآثار البعيدة كتشوهات المواليد والسرطانات المختلفة والتسممات المزمنة . وأشار المحاضر أن حادثة مجمع فوكوشيما النووي دقت ناقوس الخطر بسبب تضرره بفعل الزلزال والتسونامي اللذين ضربا المنطقة في مارس سنة 2011 والآثار الكارثية التي لحقت بالبيئة والمخاطر الجسيمة التي كان يمكن أن تحدث إذا ماأدى ذلك إلى انفجاره ليست فقط في اليابان بل في أماكن أخرى من العالم. والملفت أن الدول النووية تصرف سنوياً أكثر من 105 مليار دولار أميركي للمحافظة عليها وصيانتها وتطورها. لقد أثارت حادثة مجمع فوكوشيما النووي من جديد كابوساً لطالما راود الإنسان في كل مكان، وهو شبح هذه الأسلحة الفتاكة التي تهدد وفي كل لحظة البنية التحتية للحياة على وجه الأرض فقد تنفجر بسب حرب أو خطأ فردي أو كارثة طبيعية كالزلازل والأعاصير. والفيضانات التي يمكن ان تحدث هنا وهناك في الأرض أوالبحر بل يمكننا القول : إن هذه الأسلحة النووية قد منحت الإنسان ولأول مرة القدرة على تدمير نفسه بنفسه لقد صعدت جمعيات الهيباكوشا اليابانية من جهودها وصعدت رسائلها الموجهة إلى العالم وهكذا أثمرت الرسائل الإنسانية في تعزيز موقف الرأي العالم تجاه هذه القضية من أجل حث حكومات العام على التوصل إلى الاتفاقية المنشودة التي استجابت لها أكثر من 146 دولة ، إنها رسائل الضمير الإنساني رسائل تستحق أن نبذل لتحقيقها كل ما نستطيع . |
|