|
حدث وتعليق لأنها تحولت إلى منبر معاد لمصالح الشعوب العربية, والى مركز لإصدار قرارات صهيونية وأميركية يتم تنفيذها من قبل أنظمة التبعية والعبودية. والقرار الأخير لتلك الجامعة بوقف بث القنوات الفضائية السورية هو مطلب أميركي أوروبي بامتياز, خاصة بعد أن كشف الإعلام السوري الأكاذيب والأضاليل التي يبثها الإعلام الغربي والقنوات العدوانية الناطقة بالعربية, ما شكل صفعة قوية أخرى لحكومات تلك الدول التي صرفت ملايين الدولارات لتشويه الصورة الحقيقية للأحداث في سورية, ونقلها إلى الرأي العام بشكل مغاير ومخالف تماما للواقع بهدف استغلالها كغطاء لا أخلاقي للاستمرار في شن هجمتها العدوانية, والتأثير في مواقف بعض الدول, وخلق المزيد من الحجج والذرائع الواهية لتكرار السيناريو العراقي والليبي. وجميع القرارات العدائية التي اتخذنها «الجامعة» منذ بداية الأزمة المفتعلة تؤكد أنها باتت مطية لتنفيذ أجندات ومخططات الدول الاستعمارية, كما أن البعض «العربي» أصبح ينوب عن الأعداء في إشعال الفتن والتحريض على القتل والعنف والتخريب, وفرض المزيد من العقوبات التي تطول لقمة عيش الشعب السوري, وتضييق الخناق عليه أكثر بسبب رفضه التدخل الخارجي وتمسكه بوحدته الوطنية وبقراره السيادي الحر, وكل ذلك من أجل إثبات حسن الطاعة والولاء للغرب أولاً, وللحفاظ على هياكل أنظمتهم المهددة من غضب شعوبهم ثانيا. كان الأولى بتلك الجامعة أن تطالب بوقف بث القنوات الموالية لأميركا والغرب والكيان الإسرائيلي والتي تُسخّر كل إمكانياتها لزرع الفتن وإشعال الحروب المذهبية والطائفية في الدول العربية بهدف تفتيتها وتمزيقها, وتطويقها بالقواعد الأميركية والأطلسية, وجعلها لقمة سائغة سهلة المنال, وكان الأحرى أيضا أن تُفعّل قرار المقاطعة مع العدو الصهيوني, لا أن تستنجد به بعض الأنظمة الاستبدادية وتستعين بعصاباته الإجرامية لقمع الاحتجاجات الشعبية السلمية كما هو حاصل في البحرين, وكان الأجدى كذلك بتلك الجامعة أن تصوّب مسارها لصالح أبنائها والدفاع عن قضاياهم, وعندها يمكن لها أن تستعيد بعضا من ثقة الشارع العربي بها. |
|