|
دمشق ومقاومة المشروع الصهيوني في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية أمس حول الأسباب الحقيقية لاستهداف العراق ودوره في الوطن العربي والصراع العربي مع العدو الصهيوني.
واكد الباحث الدكتور خالد المعيني مدير مركز دراسات الاستقلال ان اميركا واسرائيل تريدان تفتيت المنطقة على اساس اثني وطائفي وأنه حان الوقت لاسدال الستار على اكذوبة الجامعة العربية، وقال المعيني في محاضرة سياسية القاها امس في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بعنوان «الغزو الأميركي للعراق وتداعياته على المنطقة العربية ولاسيما القضية الفلسطينية» ان هناك جملة اسباب كانت وراء الاحتلال الاميركي للعراق منها كونه عملاقاً تجارياً واقتصادياً وسياسياً ومن هنا كان لابد من اخراجه من معادلة القوة الى حالة الضعف خدمة للكيان الصهيوني. وفيما يتعلق بالقوة العسكرية المستخدمة في غزو العراق، قال المعيني ان الاحتلال الاميركي استهدف الشعب العراقي بما يعادل 7 قنابل ذرية من خلال قصفه بعشرات الالاف من قنابل اليورانيوم والفوسفور المنضب. واكد المعيني انه بعد الاحتلال بدأ التفكير من قبل اميركا بعملية التفتيت الناعم للعراق و استمرار تدميره من خلال ترسيخ نظام المحاصصه الطائفية ومحاولة الغاء هوية العراق العربية وهذا هدف اسرائيلي بامتياز، فالمستهدف هو ارادة الشعب وتفريغ قاعدته العلمية وعزله عن محيطه العربي وتأسيس عقيدة موالية للغرب واسرائيل. وعرض الباحث وثائق موجودة في كتاب يوميات الحرب على العراق منذ عام 1990 وحتى 2005 بين خلالها الثمن الذي دفعه العراق ومحاولات تعطيل دوره في فلسطين واستنزافه خدمة لاجندات اميركية اسرائيلية. وفي المحور الثاني للمحاضرة تحدث الباحث عن تأثير احتلال العراق على معادلة التوازن في المنطقة، مؤكدا ان الولايات المتحدة بغزوها للعراق فقدت الكثير من قوتها وكسر لها ضلعان عسكري واقتصادي تحت ضربات المقاومة العراقية، حيث بلغ عدد هجمات المقاومة العراقية الفعالة والمهمة على الجيش الاميركي 164 الف عملية ابتداء من الفلوجة عام 2004 حتى تموز 2008 بمعدل أكثر من عدة عمليات في اليوم الواحد. وعرض الباحث وثائق تثبت ان عدد قتلى القوات الاميركية وصل الى 34787 الف قتيل لغاية تموز 2008 وعدد الجرحى 224 الفاً وعدد المعدات المدمرة 300 الف والتكلفة المادية المباشرة للغزو 1.8 تريليون دولار، مشيرا الى ان عدد الضحايا العراقيين بلغ 1.400.000 مليون شخص جراء عمليات الجيش الاميركي الظالمة على المدن العراقية. وعلى مستوى تبدل موازين القوى اوضح الباحث انه في خلال استمرار تغييب العراق كقوة اقليمية فمن المتوقع استمرار التدهور العربي الى مزيد من التفتيت، مؤكداً ان آليات الصراع بعد الحرب الباردة تغيرت واصبحت تعتمد على اسس اثنية وطائفية ودينية بهدف ضرب العروبة والاسلام عبر زرع الفتن والانقسامات. واشار الباحث الى ان الكيان الصهيوني لم ينته من استهداف العراق، فالعراق الى هذا الوقت يحافظ على وحدته واذا تم تقسيمه سيكون زلزال لن تسلم من تداعياته بقية الدول العربية ، وهذا ماتريده اسرائيل وتعمل عليه في اجواء باتت مريحة لها في ضوء الازمات التي تشهدها المنطقة وتصب في مصلحة كيان العدو، وقال الباحث المعيني ان اميركا لاتزال تناور وهي بعد خروجها من العراق تحاول عن بعد العمل على تقسيمه وتفجير المنطقة طائفياً وقد جاء في رسالة كسينجر عام 2010 لاوباما ان تفجير المنطقة طائفياً يبدأ من بغداد وعرقياً من كركوك، مشيراً الى ان تقسيم العراق ليس دعاية اعلامية بل هو قرار الكونغرس الاميركي الذي صدق عليه عام 2007 ويتم العمل عليه بشكل كامل لازاحة العراق كحجر زاوية في معادلة التوازن الاقليمية وجعل العمق العربي مفتوحاً ومضطرباً. وخلص الباحث الى جملة من الاستنتاجات والتوصيات منها ان ماتعرض له العراق كان سببه تمسكه بالقضية الفلسطينية ودفع لذلك ثمناً واضحاً لقيامه بالعمل على اقامة توازن استراتيجي في وجه الكيان الاسرائيلي ، موضحاً ان الدول تتعرض لتهديدات داخلية وخارجية وهناك نمط ثالث هو التهديدات المركبة وهو التقاء مصالح اطراف اقليمية مع الخارج وهو تهديد خطير جداً. وقال الباحث ان استمرار المشروع الاميركي يبدأ من نجاحه في العراق في تفتيت وحدته وعروبته التي تعتبر خطاً احمر، ومن هنا يجب حرمان اسرائيل و اميركا من هذا المشروع التفتيتي على اساس طائفي لان وحدة العراق وعروبته شأن كل العرب وعليهم الحفاظ عليه. وبين الباحث انه مطلوب من المثقفين والمفكرين العرب اعادة اصطفاف وترتيب المجتمعات العربية بين منظومة التقدم ومنظومة التخلف، ووضع اسس جديدة للنظام الرسمي العربي واسدال الستار على اكذوبة الجامعة العربية وارساء دعائم المقاومة الفكرية والسياسية لجانب المقاومة العسكرية، فالمشروع المقاوم الذي لايرتبط بالعروربة غير قادر على مواجهة المشروع الصهيوني. حضر الندوة أحمد الأحمد الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب، وغسان عبد العزيز عثمان الأمين العام لحزب العهد الوطني، والدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى وزير التعليم العالي، والدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وحشد من المهتمين. |
|