تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف نواجه الإحباط؟

مجتمع
الثلاثاء 31-1-2012
ميسون نيال

كل شخص منا معرض إلى المشكلات والعقبات ولكن الإنسان الذكي هو الذي يقدرعلى التعامل مع تلك الظروف

ويضعها في حجمها الحقيقي بحيث لا تؤثر على كل كيانه فتجعله عاجزاً على المضي قدما والاستمرار في مجالات الحياة الأخرى، من أجل إلقاء المزيد من الضوء على هذا الجانب كان لنا اللقاء التالي مع السيدة (رؤى سالم) الاختصاصية الاجتماعية حيث تقول إن النفس البشرية هي المسوؤلة عن عملية البناء أو الهدم داخل صاحبها، فهي صاحبة الإرادة بتبني الدوافع الإيجابية، وهي كذلك صاحبة الاستسلام والركود والكمون للهواجس والأفكار السلبية التي تعمل على تهديم صاحبها من الداخل وإذا كان للتأثير الخارجي سواء كان موجباً ام سالباً دور في بناء أو هدم شخص ما فإن هذا الدور صغير امام الدور الذي تقوم به إرادة الشخص الداخلية.‏

وعن كيفية التعامل مع حالات الإحباط تضيف السيدة رؤى قائلة: ينبغي التركيز على الغايات الرئيسية والأهداف الكبرى في حال الشعور بالإصابة بحالة الإحباط من جراء عقبات ما وكذلك ينبغي ألا نكرس كل طاقاتنا ونشغل كل حواسنا للتفاعل مع هذه الحالة من الإحباط بحيث تصرفنا عن الغايات الأساسية والأهداف الكبرى، أما إذا وقعنا في خطأ عدم تقدير البعد الزمني لتحقيق هدف ما وظهر نتيجة هذا الخطأ فيما بعد ينبغي أن نلجأ إلى اسلوب التحليل الذهني وعلينا ايضا ان نحول الإحباط إلى دافع للنجاح لأن استمرار الحياة يعني استمرار التعرض لحالات من الإخفاق والفشل وحالات من التقدم والنجاح.‏

وإذا نظرنا إلى العقبات التي تواجهنا أثناء مسيرة حياتنا العملية او الاجتماعية كفرص وتجارب وخبرات اكتسبناها فإننا سنواصل هذا المسير بنجاح وتميز لأننا سنتغلب على العقبات والمشكلات بالإرادة القوية لتحقيق النجاح والتصميم على تجاوز الصعاب، وكذلك علينا أن نرسخ في أنفسنا أن دوام الحال من المحال لأن الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة فربما يكون أحدنا في كرب وضيق وغداً نصبح في سعادة وراحة، أي لا مجال لترسخ الإحباط والأسى والركون، وهذا يدفعنا للسعي بشكل دائم إلى الأخذ بالأسباب وكذلك علينا ألا نجهد أنفسنا أكثر مما نحتمل إذ لا بد من أن نعطي لكل ذي حق حقه، فالعقل له طاقة على الاحتمال وكذلك النفس فإن أرهقنا أحدهما بمشكلة ما دون داع قد يسبب ذلك ضغطاً نفسياً كبيراً.‏

أخيراً نقول: إن الاحباط ليس نقمة على طول الخط بل هو نعمة في أحيان كثيرة، فالمرء الذكي هو الذي يستطيع أن يجعل من حالة الإحباط دافعاً قوياً للتغيير لا للتدمير وعندما يتمكن حقا من الوصول إلى ما يصبو إليه من نجاح في تحقيق أهدافه يستشعر وقتها أن حالة الإحباط التي لم يستسلم لها كانت السبب الرئيسي والدافع لهذا النجاح، وعلى النقيض من ذلك نجد الفرد المستسلم لليأس والإحباط لا يحصد إلا الفشل والمرارة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية