|
عن الديلي تلغراف
وتعتبر إلى جانب جائزة البوكر وسيلة لتعريف القراء من مختلف الأعمار بأفضل الكتب الصادرة في بريطانيا وجذبهم إلى قراءتها. حظي كتاب «الطاهر» (Pure) للمؤلف أندرو ميلر بالإعجاب والثناء من قبل لجنة التحكيم لنيل جائزة ال «كوستا» البريطانية. وقد وصفت تلك الرواية بأنها تمثل واقعاً حياً لسنوات ما قبل الثورة الفرنسية من خلال رصدها للتداعيات التي خلفها قرار صادر عن الملك بإزالة مقبرة باريسية عريقة. توصلت لجنة التحكيم إلى فوز ميلر، البالغ من العمر 51 عاماً، على منافسه ماثيو هوليز الذي رشح للفوز بالجائزة عن كتابه الذي يتناول في مضمونه السيرة الذاتية للشاعر إدوارد توماس. في لقاء صحفي للروائي ميلر قال: إنه سينفق مبلغ الجائزة التي فاز بها، البالغة 35000 جنيه إسترليني، على احتياجاته المعيشية وقال: «إنني لست من الكتّاب الذين يتسنى لهم العيش على غرار الأثرياء منهم، إذ ليس لدي من دخل آخر أستطيع الاعتماد عليه، وإن جلّ ما أجنيه من مكافآت مادية، مثل التي تلقيتها في هذا العام، سأدفعها فوائد لأموال كنت قد اقترضتها لتأمين لقمة العيش، وربما يتيسر لي الإنفاق على القليل من الأمور الترفيهية التافهة». ثم قال : إنه ليس على ثقة إن كانت روايته القادمة ستكون «تاريخية تتناول مسار هواجسه». واستطرد بالقول بأن «الكتابة نوع من الحلم المنظم حيث نقوم بها ونحن نجلس في غرفة موصدة الأبواب ثم نرخي العنان لأحلامنا نجوب بها أماكن غريبة ونلتقي بأشخاص غريبي الأطوار ونضع لها خلفية تتماشى مع ما نحلم به». ترصد رواية «الطاهر» الهواجس التي مرت بحياة شاب يحمل إجازة في الهندسة يوفد إلى باريس لتنفيذ أوامر أصدرها الملك بهدف هدم وإزالة مقبرة تغص بالقبور منذ أمد بعيد. يقول ميلر بأنه يبدأ بالتفكير بالتوقف عن كتابة أي رواية أخرى بعد الانتهاء من كتابة الرواية التي بين يديه، لكنه لا يلبث أن يعود عن قوله هذا منوهاً إلى أنه لا يعلم إن كان باستطاعته تنفيذ ذلك لأن الكتابة والقراءة أصبحت متجذرة في أعماق نفسه, وقد أمضى جلّ حياته متعلقاً ومتمسكاً بهما، وأكد بأنه لايستطيع اعتبار نفسه حياً دون القيام بهذين الأمرين. وقد أشاد رئيس تحرير صحيفة لندن إيفننغ ستاندرد «غوردي غريغ»، ورئيس لجنة تحكيم جائزة «كوستا» برواية ميلر وقال عنها: «إنها تصور بشكل حي حقبة ما قبل الثورة الفرنسية»، ونوه إلى أن ما حصل من تباين في آراء أعضاء لجنة التحكيم والخلافات الحادة التي جرت بينهم، حيث أثنى بعض منهم على رواية هوليز وأثنى آخرون على رواية ميلر، التي نظر إليها بأنها ذات بعد أخلاقي رصدت حياة الفرنسيين في تلك المرحلة. أما لجنة التحكيم التي ضمت الروائي باتريك جيل والممثل هيو دينس فقد أمضت 90 دقيقة قبل التوصل إلى قرارها بتحديد اسم الفائز. وقال غريغ: «إن ثمة وجهات نظر متباينة من حيث التعاطف مع أحد الكتابين» وأضاف: «حصل نقاش حاد ومعارضة شديدة وجدال محتدم قبل توصل اللجنة إلى الكتاب الفائز». وُصفت رواية هوليز «الآن كل الدروب تقود إلى فرنسا» السنوات الأخيرة لحياة إدوارد توماس» على أنها سيرة ذاتية رائعة ومذهلة كتبت بطريقة مدهشة. شارك بالمسابقة عدد من الكتاب منهم كرستي واتسون برواية «الطيور الصغيرة المغردة بعيداً» والشاعرة كارول أن دافي بمجموعتها الشعرية «النحل»، ومويرا يونغ بكتاب «طريق الدم الأحمر» المعد للأطفال. وقال غريغ في وصفه للمسابقة بأن «مثل من يعطي أحكاماً على نصوص أدبية مختلفة كمثل من يقارن الموز بدجاج الكاري». كتب ميلر خمس روايات أخرى ورد اسم أحدها على القائمة القصيرة لجائزة البوكر عام 2001 وأعلن عن فوزه بجائزة «كوستا» في حفل أقيم خصيصاً لهذا الغرض. قال جوناثان روبن رئيس مكتبة فوليس الإلكترونية، الذي سبق وأن كان أحد أعضاء لجنة تحكيم «كوستا» للرواية عام 2010 ، بأن «فوز ميلر بالجائزة سيحقق نجاحاً تجارياً لتلك الرواية الرائعة يغطي على روايات أخرى لا تقل شأناً وتستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار». واستطرد بالقول: إن رواية «الطاهر» استقطبت الكثير من الأشخاص الغاضبين الذين يعانون من الاضطهاد ويسعون للإطاحة بالأنظمة التي لا هم لها إلا خدمة مصالحها الشخصية». اعتبر ميلر نجماً أدبياً واعداً منذ نشر روايته «البارع» التي صدرت عام 1997 وحصلت على جائزة جيمس تيت بلاك للأدب ونالت جوائز أخرى، وترجمت إلى 36 لغة. |
|