|
أسواق وهل يجدي التسعير الإلزامي لوزارة الاقتصاد أم إنه لا يستطيع مسايرتها لتظل الفروقات قائمة بين الواقع وبين المطلوب علما أن سورية في طليعة الدول المنتجة للدواجن وتصدر نسبة جيدة للأسواق الخارجية ..فأين تكمن المشكلة ؟
حساب التكلفة ووفقا لدوائر التسعير في مديريات الاقتصاد والتجارة بالمحافظات ، فإن دراسة التكلفة للدواجن وللبيض أمر سهل جدا ، وكذلك الحال بالنسبة لأجزاء الفروج من شرحات وسودة وفخاذ وغير ذلك ، إضافة لحساب كلفة الفروج المشوي والبروستد والمسحب وذلك مع احتساب الوزن قبل الشوي أو بعده والإضافات له من خبز وثوم وبطاطا وبإضافة هامش ربح منطقي يصبح السعر النهائي للمستهلك محدداً تماما وملزماً للجميع . أما ما يحصل على الأرض فهو عدم التقيد بالتسعيرة من جهة وعدم التقيد بالوزن المطلوب من جهة ثانية بحيث يظهر التباين بشكل واضح في الأسعار مع استمرار ظاهرة نقع الفراريج بالماء لكسب وزن زائد .. أسباب متعددة وعلى ضوء غلاء الأسعار مؤخرا فإن المعادلة لم تتغير في مسألة دراسة التكلفة إنما أضيفت إليها عوامل أخرى لم تكن بالحسبان منها ارتفاع ثمن العلف ومنها العزوف عن التربية للدواجن وخاصة للبيَّاض و ظروف الشتاء والصقيع تؤدي إلى انخفاض إنتاج القطيع إلى 50% .. كذلك فإن المحافظات المنتجة الرئيسية للفروج لاسيما حمص وحماة ودرعا قد تأثرت بالظروف الأمنية التي تمر بها البلاد خصوصا موضوع النقل إلى المحافظات المستهلكة لهذه المواد التي يزداد عليها الطلب عادة في الشتاء . وتؤكد الوقائع أن عدداً من المربين باعوا أمَّات البيَّاض ومن أجل العودة إلى التربية، فإن الصوص يلزمه 6 أشهر ليصبح بيَّاضاً، ويلي ذلك شهران من الشتاء وفترة نقص الإنتاج.. ويؤكد أصحاب المداجن الصغار أنهم عزفوا عن تربية الدواجن طيلة عام 2011 حيث انخفض عدة مرات سعر الفروج والبيض وارتفع سعر العلف ما أدى إلى خسارة كبيرة ومن ثم الامتناع عن التربية. ومما زاد الطين بلة هو النفوق الناتج عن الأمراض الذي يؤدي إلى ارتفاع سعر الكلفة لاسيما وأن موجة مرض نيوكاسل ضربت عدة بلاد في المنطقة ومنها سورية.. وذلك منذ الشهر العاشر العام الماضي، وأدت إلى ارتفاع نسبة النفوق إلى 40% وانخفاض إنتاجية القطيع المتبقي بنسبة 50% وهذا المرض يصيب الدجاج البياض بالضرر بنسبة أكبر من الفروج. وعلى ضوء ذلك يبدو الواقع صعبا وليس من السهولة العودة إلى الأسعار السابقة واستقرار قطاع الدواجن لأن ذلك يتطلب انتظار أفواج جديدة من الفروج والبيض وهذا يحتاج وقتا طويلا ..وبالتالي تبدو الأسعار الحالية منطقية بغض النظر على العرض والطلب ..بل أحيانا العكس فكساد الأسواق يؤدي إلى تراجع الأسعار على حساب نسبة الأرباح المتواضعة جدا إذا حسبنا نسبة خسائر المربين قياسا لنسبة النفوق العالية . بانتظار الدعم والتنظيم .. والسؤال : أمام هذه الظروف الصعبة والمتشابكة هل من حلول تأخذ بالحسبان كل العوامل السابقة في حالات طارئة كالأمراض أو حالات طبيعية مع مراعاة العوامل الخارجية أيضا كسعر الأعلاف ..وهل من دور للدولة بدعم هذا القطاع لمنع توقفه عن الإنتاج بسبب الخسائر المتلاحقة لاسيما لصغار المربين ؟ أوضح عدنان عثمان مدير عام مؤسسة الدواجن أنه سيتم تقديم اقتراح لوضع آلية تقديم الدعم لمربي الدواجن على مجلس إدارة صندوق دعم الإنتاج الزراعي ليتم اختيار آلية الدعم المناسبة، فإما أن يتم منح كمية من العلف بشكل مجاني للمربين أو أن يتم تقديم العلف بسعر مدعوم كمقنن علفي . وأكد عثمان في تصريح للثورة أن حل مشكلة مربي الدواجن لا يأتي إلا من خلال تنظيم قطاع الدواجن لأن كل قطاع يفتقد للتنظيم يتعرض إلى مشاكل ، وهذا التنظيم لا يأتي إلا من خلال إطار قانوني يتمثل في اتحاد نوعي خاص بالدواجن، وهذا المشروع الذي أعدته وزارة الزراعة إلا أنه لأسباب غير معلومة تعثر سابقا في مجلس الشعب. واستبعد عثمان عودة الأسعار لما كانت عليه بسرعة لأن ذلك يتطلب استكمال أفواج جديدة من الفروج خلال الشهرين المقبلين ليعاد التوازن للأسواق خصوصا مع استمرار الظروف الصعبة التي تمر على المربين كالتدفئة والتنقل بين المحافظات والوضع الأمني . وحلول بعيدة ومن جهته يحدد الدكتور محمد ظافر الكوكو نقيب الأطباء البيطريين بحماة في حديث مع صحيفة الفداء المحلية أهم الإجراءات المطلوبة لتذليل الصعوبات بقطاع الدواجن وفق رؤية بعيدة المدى .. وهي: - وضع إستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار تنظيم الإنتاج والتسويق بقطاع الدواجن. - وضع خارطة وبائية لأمراض الدواجن في سورية، ليتسنى لمربي الدواجن القيام بالإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. - التأكيد على الالتزام بتطبيق قواعد الأمن الحيوي لمزارع الدواجن، وإيجاد حل لمشكلة النافق منها. - دعم المخابر البيطرية بخبرات علمية متخصصة، وإيجاد مختبر مرجعي معتمد في مجال أمراض الدواجن، يعمل على تشخيص الأمراض والأوبئة ويحدد أسباب الجائحات المرضية والعلاج المناسب. - إلزام أصحاب الدواجن بنوعية الترخيص، وأعداد الأفواج المرخصة وبحث واقع المداجن غير المرخصة، وإلزام أصحابها بتطبيق القوانين والأنظمة النافذة. - العمل على إيجاد رقابة على تصنيع الأعلاف المنتجة محلياً، لضمان جودتها ونوعيتها والتقليل ما أمكن من المشكلات الصحية الناتجة عن ذلك. - دعم وحدة المنتج وخاصة المادة العلفية بالنوعية والمواصفات الجيدة، لما لذلك من أهمية في استقرار التربية والحد من تذبذب الأسعار وحماية المستهلك. - إنشاء وحدات لتبريد وتجميد المنتجات النهائية للدواجن، تتناسب وحجم الإنتاج لتخزين الفائض من إنتاج الفروج والبيض أثناء انخفاض الأسعار وطرحها في السوق أثناء ارتفاع الأسعار. - تكليف الرابطة السورية لطب الدواجن بإعداد دراسة متكاملة، لوضع الأسس التنظيمية لصناعة الدواجن على مستوى القطر، وبما يتناسب مع مصالح المربين والمستهلكين. |
|