تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا تغلق باب الجدل حول التدخل الخارجي بشؤون سورية.. وتفتـــح آخر لمنـــــع الغــــــرب والعــــرب تشـــــويه ســـمعة مجلـــس الأمــــــن

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الثلاثاء 31-1-2012
اذا كانت الدول دائمة العضوية في مجلس الامن لا تنوي التدخل في شؤون سورية فلتدرج ذلك صراحة في مسودة القرار الذي تحاول تسويقه ولتقل ان القرار يحظر أي تدخل ولا يتيح أي تأويل من هذا القبيل

بهذه العبارات الصريحة والواضحة أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا لن تكرر في سورية ما حصل في ليبيا ولن تتساهل مع محاولات تشويه سمعة مجلس الامن.‏

حسمت روسيا الجدل حول امكانية التدخل الخارجي في شؤون سورية وفتح الباب أمام جدل من نوع اخر بدعوته الى عرض تقرير بعثة المراقبين العرب أمام مجلس الامن قبل الخوض في أي نقاش يتعلق بسورية ليرد الاعتبار لهذا التقرير ويضع الامور في سياقها الطبيعي الذي يتخذ من الوثائق معيارا لتقييم الوضع واتخاذ القرارات في ضوئها.‏

والموقف الروسي على لسان لافروف لم يترك مكانا للتفسيرات فالجامعة أرسلت مراقبيها واستلمت منهم تقريرا وتتعذر مناقشة الموضوع السوري في مجلس الامن دون وجود هذا التقرير ملمحا الى ان التفسير الاقرب للمنطق حول عدم وصول التقرير الى المجلس ومن يقف وراء ذلك يتمثل بوجود اطراف شديدة الرغبة في احتدام الوضع السوري بصورة مصطنعة تعطي ذريعة للتدخل الخارجي الامر الذي يدلل عليه عدم الانسجام في مواقف بعض الدول العربية وبالتحديد دول الخليج التي وافقت على قرار تمديد عمل المراقبين وفي نفس الوقت امتنعت عن المشاركة وسحبت ممثليها من البعثة.‏

ويرى مراقبون أن لدى روسيا أكثر من اشارة استفهام حول الاسلوب الذي تدار به الاحداث فالقرار بوقف عمل بعثة المراقبين وقبله سحب ممثلي الدول الخليجية فيها جاء بعد اعلان رئيس البعثة أن الاجهزة الحكومية السورية وجدت نفسها اكثر من مرة في موقف رد الفعل على ما تقوم بها عناصر مسلحة تستفز السلطات وتهاجم المقرات الحكومية والمنشآت الحيوية وقوات الجيش وحفظ النظام ناسفا بذلك الصورة التي تصر بعض وسائل الاعلام العربية والغربية على تقديمها للوضع في سورية.‏

ومن هذه النقطة ينطلق نيكولاي سوركوف الكاتب الروسي في مقاله بعنوان هجوم دبلوماسي جديد على دمشق ليقدم تفسيرا لقرار دول الخليج سحب مراقبيها معتبرا ان هذه الدول صدمت بتقرير البعثة الذي بنت الامال عليه ليعطي مبررا للتدخل العسكري في سورية ومن هنا فان البعثة فشلت بالنسبة لهذه الدول في تحقيق الغاية المرادة منها ولذلك كان لا بد من انهاء عملها تحت حجة رسمية تتحدث عن تصاعد العنف.‏

ويرى الكاتب ان السعي المحموم الذي تقوم به اطراف عربية وغربية للضغط على روسيا لا مبرر له سوى فتح الباب اما التدخل الخارجي بشؤون سورية عبر تغيير الموقف الروسي الذي يقوم على ثلاث نقاط ارتكاز رئيسية حددتها الدبلوماسية الروسية تتمثل بوقف العنف مهما يكن مصدره وعدم السماح بأي تدخل اجنبي في سورية واطلاق حوار وطني داخلي دون شروط مسبقة.‏

ويرى مراقبون أن روسيا تأخذ بعين الاعتبار التجربة الليبية عندما تحول قرار مجلس الامن الخاص بحماية المدنيين الى مبرر لتدخل عسكري خارجي وعمليات قصف جوي مع دعم المعارضة بالسلاح ولذلك تقف عند ابواب كل محاولات التدخل الخارجي في سورية والتي يسعى الغرب ومعه الجامعة العربية الى تسويقه كحل للازمة السورية ترفضه المعارضة السورية في الداخل.‏

وبالعودة الى الموقف الرسمي الروسي فان حديث لافروف عن سيكولوجيا قديمة لدى الدول الغربية ينبغي التخلص منها عبر منع استخدام الوضع الناشىء في سورية لتحقيق مصالح جيوسياسية ذاتية يزيل أي غموض حول موقف روسيا لان الحديث عن التخلص من الماضي يعني بالضرورة انهاء العمل بوسائله التي فرضت الهيمنة الامريكية على مجلس الامن واستمرت خلال السنوات العشرين الماضية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية