|
ملحق ثقافي القباني يؤلف ويخرج المسرحية، وهو يقدم الألحان والشعر، إضافة إلى أنه كان يعرض مسرحياته على مسرح القباني. في مدينة حمص ولد داوود قسطنطين الخوري عام 1860، وكان والده قسطنطين أحد أعلام حمص، الذين تفرغوا للعلم والمعرفة، إذ كان يتقن اليونانية والتركية والفارسية إضافة إلى العربية، وقد تسلم عدة مناصب حكومية آنذاك. علم الوالد ابنه اللغة التركية وآدابها، ودخل المدرسة الوطنية في حمص. وساعدته مكتبة والده المنزلية في الاطلاع على الثقافات العالمية والعربية، ووجد نفسه مغرماً ومتورطاً بالقراءة وحب المعرفة، ما جعله يبرز كمؤلف مسرحي وروائي وشاعر. في عام 1889 بدأ بتدريس اللغة العربية والرياضيات في مدارس حمص، إضافة إلى تدريس الموسيقا. وفي الوقت نفسه لم ينقطع عن الكتابة المسرحية، فألف عدداً من المسرحيات والروايات: رواية «يهوديت»، رواية «سميراميس»،رواية «الأميرة جنفياف»، مسرحية «اليتيمة المسكوبية»، «الصدف المدهشة»، «عمر بن الخطاب، العجوز»، «الابن الضال»، «جابر عثرات الكرام»، «العشر العذارى»، و»السامري الشفيق». استهوته الصحافة، وبدأ يراسل عدداً من المجلات والجرائد العربية والأجنبية. ومن ثم، وفي عام 1910، تسلم رئاسة تحرير «جريدة حمص»، وبقي يديرها إلى أن وقعت الحرب العالمية عام 1914، حيث أغلقت الجريدة. منحته الحكومة الروسية وسام القديس فلاديمير. وتقديراً لأدبه، فقد عينته الجمعية الإمبراطورية الفلسطينية عضواً في إدارتها. ومنحته جمعية «نور العفاف» الخيرية في حمص وساماً ذهبياً تقديراً لخدماته الجليلة لها. عام 1926 سافر داوود الخوري إلى سان باولو البرازيلية، واستقبل من قبل الجالية السورية لدى وصوله بالترحاب والتكريم، وعهدت إليه رئاسة النادي الحمصي. توفي داوود الخوري سنة 1939 في سان باولو، وأبنته الجاليات العربية هناك في حفل مهيب، ورثاه شعراء المهجر وفي مقدمتهم نسيب عريضة. أما مدينته حمص، فقد كرمته بإطلاق اسمه على شارع فيها. جمع أولاده تراثه الشعري والنثري والمسرحي بتشجيع من الدكتور شاكر مصطفى -الذي كان سفيراً حينها-، وقامت وزارة الثقافة بطباعة أعماله كاملة. okbazeidan@yahoo.com |
|