تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث .. غرائزهم الإرهابية.. هل تدفعهم نحو الانتحار؟

الصفحة الاولى
الأحد 7-2-2016
كتب ناصر منذر

مع استمرار حالة التغيير الحاصل في قواعد الاشتباك السياسي والعسكري لمصلحة سورية وشعبها، لا تبدو الدول الداعمة للإرهاب في عجلة من أمرها، لتظهير الحل السياسي، وإنما العمل على تقطيع الوقت عبر المماطلة بتحديد قائمتي المعارضات السورية،

والتنظيمات الإرهابية، ريثما تعيد تلك الدول ترميم ما تكسر من أذرعها الإرهابية، على أمل أن تعدل كفتها الخاسرة في الميدان، وهذا ما اتضح جليا من خلال إجهاض وفد «معارضات» الرياض للمحادثات في جنيف حتى قبل أن تنطلق بشكل فعلي، استجابة لأوامر مشغليه في مضارب آل سعود، ومشيخة قطر، ونظام أردوغان السفاح.‏

تقهقر التنظيمات الإرهابية - والتي تعتبر أوراقا تفاوضية للمنظومة العدوانية - على عدة جبهات، ولا سيما في الشمال السوري، يدفع تلك المنظومة للجنوح نحو التصعيد، والتفكير بمقامرات عسكرية جديدة سبق وأن خسر أقطاب العدوان الرهان على مثيلاتها من قبل، ولكن الغريزة الإرهابية لأردوغان وأقرانه في النظام السعودي ومشيخة قطر، ربما تدفع الثالوث الإجرامي للقيام بحماقات أخرى لحماية إرهابييهم على الأرض،امتثالا للأوامر الأميركية والغربية، على غرار الحديث الجاري عن استعدادات تركية للتدخل العسكري في سورية، والحديث السعودي حول الاستعداد أيضا للمشاركة بعمل بري تحت كذبة محاربة داعش، والتي جاءت على خلفية سلسلة نجاحات الجيش في الميدان، وخاصة بعد فك الحصار عن نبل والزهراء، وقطع معظم طرق الإمدادات التركية للإرهابيين في حلب وريفها.‏

الحديث عن انخراط الدول الداعمة للإرهاب بشكل مباشر لحماية تنظيماتهم الإرهابية على الأرض، والدلال الذي يتلقاه وفد «معارضات» الرياض من المبعوث الأممي، وأقطاب الدول المعطلة للحل السياسي، بما يمثله من واجهة سياسية لتلك التنظيمات، مقابل التجاهل المطلق لمكونات أساسية من الشعب السوري، يعني أن هناك قرار مسبق من قبل مشغلي الوفد، لعسكرة الوضع وتأجيج الأزمة، وليس العمل على حلها بالطرق السياسية.‏

الحل السياسي يقتضي بالدرجة الأولى القضاء على الإرهاب، وتلطي مشغلي «معارضات» الرياض خلف الشروط المسبقة، لن يمنع الحكومة السورية من المضي قدما في عملية اجتثاث الإرهاب، وإذا كانت تلك «المعارضات» ما زالت تعتبر نفسها سورية، فعليها أن تثبت هوية انتمائها، بالوقوف مع الشعب السوري بمحاربة الإرهاب، والكف عن ترديد مطالب مشغليها، وعندها فقط يكون الحوار سوري سوري، ومهما تمخض من نتائج فستكون لمصلحة السوريين دون سواهم...فهل تفعلها تلك «المعارضات»... الوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية