|
وكالات - الثورة ولا تزال كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تتصرفان كما لو كان الشرق الأوسط لا يزال في فترة التسعينات من القرن العشرين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهما بذلك تهملان متغيرات كثيرة حدثت هناك منذ ذلك الحين. فقد جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده على أن الولايات المتحدة ستواصل تأييدها لإسرائيل، وبخاصة فيما يخص الملف الإيراني. وفي مستهل لقائه بنتنياهو في واشنطن أول أمس، شدد أوباما على أن الطريق الأفضل لحل المشكلة الإيرانية هو "الطريق الدبلوماسي". وقال: إن الولايات المتحدة ستدعم دائما إسرائيل"، مضيفاً أن واشنطن ترى أن حصول طهران على السلاح النووي "أمر غير مقبول"، وفي هذا السياق أكد استعداد أمريكا "لاستعمال جميع الوسائل، بما في ذلك العسكرية لمنع إيران من استكمال خططها النووية". لكن أوباما وصف الحل العسكري بأنه "الحل الأخير"، مؤكداً تمسك واشنطن بالأسلوب الحالي لحل هذه المشكلة والذي يجمع بين العقوبات والتفاوض، وقال أوباما: إنني ورئيس الوزراء نفضل الحل الدبلوماسي. من جانبه أكد نتنياهو أن إسرائيل وأمريكا "تتعاونان في الملف الإيراني"، لكن إسرائيل ستحدد بنفسها الإجراءات التي ستتخذها إزاء إيران. في هذه الأثناء اعلنت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي أمس قبولها عرضا ايرانيا لاجراء محادثات حول برنامج ايران النووي. ونقلت رويترز عن أشتون قولها في بيان انها قامت بالرد على رسالة سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين التي بعث بها في 14 شباط الماضي وعرضت استئناف المحادثات مع ايران فيما يتعلق بالقضية النووية مضيفة أنه سيجري الاتفاق على توقيت ومكان اجراء المحادثات. في مقابل ذلك حذر مساعد رئيس هيئة الأركان الايرانية العميد مسعود جزائري من تداعيات أي عدوان على ايران، مؤكدا أن ذلك سيعرض كل مصالح الأعداء للخطر. وشدد العميد جزائري على قدرة ايران للرد على أي اعتداء، وقال إن الثورةَ الايرانية تزداد قوة مع مرور الأيام. وأضاف جزائري أن الرد الإيراني سيكون جديا ومتزامنا مع أي عدوان، مؤكدا أن عصر تسلط الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي على العالم دخل مرحلة الانهيار. واكد بان عصر سيطرة المتغطرسين والانظمة التسلطية في العالم قد ولى، وحتى الشعب الاميركي لا يطيق اطماع حكوماته وسيطرة الصهاينة على مقدراته. واكد بان رد ايران على اي تهديد عسكري سيكون جديا للغاية وممتدا، وقال: نحن لسنا بحاجة الى الادلاء بتصريحات مبالغ فيها واننا راسخون فيما نقوم به. وقال مخاطبا الرئيس الاميركي باراك اوباما، انه يجب ان لا تفوتوا فرصتكم وفرص الشعب الاميركي من خلال انتهاج اساليب الحرب النفسية التي كانت قائمة في العقد الماضي ولا تغمضوا اعينكم عن الحقائق العالمية الحديثة والتطورات الخارجة عن ارادتكم. في هذه الاثناء أعلنت وكالة "ايسنا" للأنباء الايرانية ان طهران ستسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع بارشين العسكري الذي طالبت الوكالة بتفقده خلال آخر زيارة للخبراء الدوليين الى ايران في شباط الماضي. وجاء في بيان صادر عن البعثة الدبلوماسية الايرانية لدى الوكالة في فيينا أمس ان "بارشين منشأة عسكرية، مما يعني ان زيارتها تتطلب تنسيقا مسبقا.. مع ذلك، نسمح بهذه الزيارة مرة أخرى". ولم تحدد طهران موعدا لهذه الزيارة. وكان علي أصغر سلطانية مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلن في أعقاب آخر زيارة لخبراء الوكالة الى ايران ان مطالبتهم بتفقد بارشين "اثارت استغراب الطرف الايراني، لكن طهران لم ترفضها، واقترحت على ممثلي الوكالة زيارة موقع عسكري آخر وهو ماريفان، لكنهم لم يقبلوا هذا الاقتراح". وأضاف سلطانية ان "خيبة الأمل بشأن نتائج الزيارة التي أعرب عنها خبراء الوكالة تثير الاستغراب". يذكر أنه سبق لمفتشي الوكالة أن زاروا موقع بارشين الواقع جنوب شرقي طهران عام 2005، لكنهم لم يعثروا آنذاك على آثار أي مواد نووية هناك. في سياق آخر صرح وزیر الخارجیة الصیني یانغ جیه جي أمس بان اكثر دول العالم ومن ضمنها الصین تعارض فرض عقوبات احادیه الجانب علی ایران. وقال جیه جي في تصریح للصحافیین ان الصین تؤكد علی حل القضیة النوویة الایرانیة عبر المحادثات والحوار والتعاون ودون اللجوء الی العقوبات والسیر نحو المواجهة. واضاف الوزیر الصیني في اشارة الی اسرائیل بان الصین تعارض ایضا امتلاك اي دولة في الشرق الاوسط للسلاح النووي . واكد بان كافة دول العالم ومن ضمنها الصین تعترف بحق ایران المشروع في استخدم الطاقة النوویة للاغراض السلمیة وذلك في اطار القرارات الدولیة وقال ان بكین تولي اهتماما كبیرا للحوار بین ایران ومجموعة دول ` 5+1` حول الملف النووي الایراني. و اعرب وزیر الخارجیة الصیني عن امله في استئناف المحادثات النوویة بین ایران ومجموعة خمسة زائد واحد للوصول الى حل للقضية النووية الایرانية مشددا على ان بلاده علی اتصال مستمر مع الولایات المتحدة في هذا الصدد. وعلى خطا الصين أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو مستعدة لمناقشة احتمال رفع العقوبات الاحادية الجانب المفروضة على ايران مقابل موافقة طهران على فرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقابة شاملة على برنامجها النووي في المفاوضات المقبلة مع السداسية الدولية. وفي السياق ذاته، أعاد ريابكوف الى الأذهان أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين طرح في مقالته "روسيا والعالم المعاصر" فكرة مفادها أنه قد يكون بامكان المجتمع الدولي الاعتراف بحق ايران في مواصلة أعمال تخصيب اليورانيوم اذا أعطت الوكالة الذرية ضمانات شاملة بهذا الخصوص (من شأنها التأكيد على الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني). وأوضح ريابكوف قائلا: "اذا توصلت الأطراف الى مثل هذا الاتفاق، فسيكون بامكان المجتمع الدولي رفع العقوبات، بما في ذلك العقوبات أحادية الجانب". وقال ريابكوف: "هذه الفكرة بناءة، وسندرس ردود فعل محتملة عليها من قبل شركائنا في السداسية. نود أن يطرح هذا الاقتراح للبحث في الجولة المقبلة من المفاوضات". وشدد على ان روسيا معنية بأن تتفق ايران وسداسية الوسطاء بشأن موعد ومكان إجراء جولة جديدة من المفاوضات بأسرع ما يمكن. كما اشار ريابكوف إلى ان العلاقات الروسية - الايرانية ذات طابع ودي وتتميز بالثقة المتبادلة، ونعول على أن تحافظ تلك العلاقات على اتجاه تطويرها. |
|