|
طلبة وجامعات في العصر الحديث هي أشد الأوبئة انتشارا، وأكثرها خطورة. ويؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة مليئة بالأسقام والأمراض المزمنة من جراء التدخين يفوقون دون ريب عدد الذين يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد والتيفوس مجتمعة في كل عام. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الدوافع التي تحمل الشاب أو المراهق على التدخين؟
هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين.تقول المعلومات الطبية أنه عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلاً على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبناءهم عن سابق إصرار وتصميم على التدخين. بالإضافة إلى إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام رفاقهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فانهم يجربون أمورا مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة. فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية خاصة وأن الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم. مشكلات صحية رئيسية بسبب التدخين تتلخص أهم المشكلات وفقاً لما تتناوله المواقع الطبية والبرامج الصحية بسببين: 1-السكتة القلبيةو الدماغية 2- النوبة القلبية وفي خضم الأمور التي تتناول هذا الموضوع نسأل:كيف تتوقف عن التدخين ؟ التدخين عادة، و الإدمان العادة هي الأصعب في التحطيم و التخلص منها.و السبل المستخدمة في التوقف عن التدخين هي نفسها التي تستخدم في تحطيم أي عادة أخرى، و مفتاح تحطيم العادة كما يلي: 1- قرار القيام بالتغيير 2- استخدام تدريب الوعي 3- ابتدع استراتيجيات لمساعدتك على التوقف عن العادة 4- استبدل العادة بسلوك بديل 5- ثابر بأن تكون راسخاًو ثابتاً في مواصلة خط تقدمك 6- تعلم التحكم في الهفوات و الفلتات 7- الدافع و الحافز على تحطيم العادة. و بهذا فإنك إذا أردت فعلاً أن تتوقف، فبوسعك أن تحقق ذلك، فمعظم الذين يتم التشخيص لهم بإصابتهم بسرطان الرئة يقومون بالتوقف عن التدخين فوراً، مهما كان قدر تدخينهم في الماضي، إنهم يتوقفون ببساطة لأنهم يشعرون بأكبر درجات الدوافع ارتفاعاًو بأكبر حافز يمكن أن يتصورونه، و من المحزن أنهم لم يشعروا بمثل هذا الحافز البالغ القوة قبل فوات الأوان. وسائل الإعلام و التدخين تحتل وسائل الإعلام بكافة أشكالها المقروءة والمسموعة والمرئية والانترنت المراكز الأولى والأساسية للتعرف والتفاعل مع مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحاكي المجتمع، ويتحمل الإعلام مسؤوليات كبيرة وأساسية في مستوى الوعي العام الذي يعيشه أي مجتمع دون استثناء، وفي قضية في مثل حساسية آفة التدخين التي تعانيها جميع المجتمعات العالمية، لما لآثارها المدمرة من انعكاسات هائلة على مختلف قطاعات المجتمع وفئاته وبالتالي لابد أن نوضح هنا أهم النقاط الأساسية التي ينبغي على الإعلام بشكل عام التركيز على أهميتها، وضرورة التقيد بها لتحقيق التعاون الأمثل مع مختلف المؤسسات والقطاعات الأخرى في الدولة في سبيل مكافحة هذه المشكلة. * بث الوعي الصحي والاجتماعي عن أضرار التدخين ومخاطر المخدرات وخلق المناخ الواعي الذي يضيق الخناق على المدخن فلا يجد الفرص ولا الأماكن المشجعة للتدخين. * زيادة البرامج الحوارية التي يشارك فيها الأطباء والخبراء والشباب التي توضح كافة جوانب مشكلة الإدمان ومخاطره ودور العلاج المختلفة التي يمكن اللجوء إليها. * منع ظهور المدخنين في البرامج التلفزيونية أو الأعمال الدرامية. * أهمية أن تقوم الهيئات العلاجية أو الأهلية أو الحكومية أو كل هذه الجهات معاً بتمويل أفلام أو مسلسلات درامية تتناول مشكلات الإدمان بأساليب غير مباشرة، قادرة على بث الوعي ضدها والتأثير الجماهيري. * توعية الأطفال المراهقين والشباب بما يستهدف حمايتهم من التجربة الأولى للسجائر وللمخدرات كخطوات وقائية. * ضرورة تنسيق الجهود الحكومية والأهلية وتعظيم دور الأسرة والمدرسة ورجال الدين فى وقاية النشء من أضرار الإدمان. إلى ذلك تبقى المسؤولية الشخصية هي الدافع الأول عن معرفة الداء والدواء ولعل الوازع النفسي كفيل بأن يملك الإرادة لترك هذه العادة الخطيرة التي تبدأ من الذات ودور المجتمع ودور الإعلام وكل ذلك يحملنا إلى أن نبدأ من ذاتنا. |
|