|
طلبة وجامعات الأخيرة واضحة الرسائل والنوايا والعقوبات.. اذ إنها ضمت وزارة التعليم العالي الى جملة الوزارات السورية التي ستعاقب من وجهة نظرها. ومع أنها المرة الأولى التي يعلن بها عن ذلك بصراحة إلا أن حملات التضييق والضغط كانت تمارس ضد هذا القطاع كما تمارس ضد غيره من القطاعات منذ بداية الأحداث. فقد عانى طلبتنا في الخارج في تلك الدول التي تدعي الصداقة, الكثير من الضغوطات إما للجذب أو للمنع وصولا إلى عرقلة رواتب الايفاد والحياة الطبيعية في بعض الدول. وإذا تناسينا ما أصاب وما يصيب الكثير من طلبتنا داخل الوطن وما لحق ببعض الجامعات من تخريب أو ترويع للطلاب وللكوادر التدريسية والموظفين.. فإنه من المخالف للمنطق أن نقول عقوبات ثم نقول حقوقا.. فكيف لهذا التناقض أن يجتمع في موقف واحد.. ومن يلامس واقع مجالسهم الإنسانية سيجد ما يشبه المسرحية في جدلية المناداة والمحاكاة فمن يهاجم مساعي التعليم العالي هو نفسه من فرض حق التعليم كأهم حقوق الانسان في المحافل الدولية.. ويكفينا في هذا الجانب أن نقول إن ما تظهره الوقائع لا يعبر عن حجم المشكلات التي تخفيها الكواليس من ضغوطات مختلفة تعرض لها التعليم العالي. منذ أيام ناقشت اللجنة الوطنية للتبادل الطلابي مشروع ميزانية اللجنة ونسبة تنفيذ التبادل الطلابي لعام 2011و 2012. وكما هو معروف أن هذه اللجنة تنظم فرص التدريب العملي والفني لطلاب الجامعات السورية والمؤسسات العلمية والفنية العربية والأجنبية في إطار الجمعية الدولية لتبادل الطلاب للتدريب الفني ومع حرص اللجنة على توفير الظروف الملائمة وتجاوز العقبات لاستمرار هذا التبادل بشكله الاعتيادي كما هو في كل عام. إلا أن نسبة تنفيذ العروض المقدمة من الجمعية الدولية للتبادل الطلابي كانت ضئيلة جدا.. وهناك طلاب كثر امتنعوا عن الحضور إلى سورية وبالمقابل هناك دول امتنعت عن تفعيل التبادل الطلابي مع طلبتنا وكما هو معروف أن هذا التبادل ليس فنيا وعلميا بل هو تبادل ثقافي وحضاري.. وربما كان تخوفهم كبيرا من رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي عن سورية مهد الحضارات. mayssa3@gmail.com |
|