|
ســـــاخرة أما المثل الدارج عند المستهلكين فيقول: أي سعر يناسب الجيب هو الأفضل. لكن في هذه الأيام على ما يبدو- أصبح المثل الدارج الموحد: كل شيء غالب وسعره ليس في الجيب. وبغياب الكهرباء لساعات طويلة أصبح الكوي بالأسعار وليس بالكهرباء، فإلى متى -يارعاك الله- يستمر هذا الفلتان السعري، وإلى متى يتحمل المواطن جشع تجار الأزمات ونهم بعض التجار الذين لايشبع استغلالهم حتى التراب. - يقول المثل: الطاقة التي تأتيك الريح منها سدّها واستريح، وبعض الجهات المعنية سدّت كل الطاقات التي تأتي منها شكاوى المواطنين عن منغصات حياتهم المعيشية والوظيفية، وبعض هذه الجهات سدّت كل النوافذ أمام الطاقات الموجودة في الدوائر الحكومية حتى لاينغصوا عليهم ويتسببوا في كشف عورات أخطائهم وتسلطهم في دوائرهم، وبعثوا بهذه الطاقات إلى مكاتب مهملة لا توجد فيها نوافذ أو طاقات يمكن أن تتسرب منها معاناتهم والظلم الذي لحق بهم، فهل من طاقة فرج تعيد لهم مكانتهم وتفجر طاقاتهم في خدمة البلد والمواطنين، لأن الفساد مازال يجد مرتعاً له في بعض دوائر ومؤسسات الدولة. ونقول بصراحة: هذه الأزمة إن لم تعلمنا فقد علّمت علينا، فهل من نفضة تزيل عفن الفساد في مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية، ونصل إلى مرحلة الرجل المناسب في المكان المناسب. - يقولون: محطات هابطة، وأدب هابط، ومواقع هابطة، وغناء هابط، ومستوى إبداع هابط، وزمن هابط، وذوق هابط، وكل شيء هابط، وأسهم هابطة، و..و.. ولكن الجميع حذر من لفظة أسعار هابطة، أضف إليها الواقع العربي هابط، لهذا اربطوا الأحزمة لأننا سنهبط، لأن ما نعانيه يؤدي إلى هبوط الضغط وهبوط مجموعة من الأمراض على رؤوسنا وهبوط الهمة لدى الكثيرين، وهبوط مؤشر الأمل على مقياس البقاء على قيد الحياة. والبعض أصبح يقول لزميله الغضبان: هبط من روعك بدل هدئ من روعك، حتى درجات الحرارة في هذه الأيام على أبواب الربيع هبطت إلى مستويات قياسية تيمناً بالواقع العربي الهابط، لذلك نقول للبعض اهبطوا وعايشوا المواطنين وتعرفوا إلى مشكلاتهم ومعاناتهم لكي ترفعوا عنهم الحيف والظلم قبل أن يصل التفاؤل لديهم بقيامكم بواجباتكم إلى أدنى درجات الهبوط. بعد الأخير رأى طفيلي مجموعة من الشعراء يتقاطرون إلى قصر الوالي فقال في نفسه: بالتأكيد هناك وليمة, عامرة فسار معهم، وبدأ كل شاعر ينشد قصيدة أمام الوالي حتى وصل الدور إليه فسأله الوالي: أين قصيدتك؟ فأجابه: لست بشاعر. فقال الوالي: ولماذا أتيت إذاً؟ فقال له: أنا الذي ينطبق عليه الآية الكريمة: والشعراء يتبعهم الغاوون! |
|