تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مساحة ود .. أي وداع يليق..؟؟

مرايا اجتماعية
الخميس 8-3-2012
رويدة عفوف

لماذا نفقد من نحب, وأي شعور يداخلنا حينما تحل لحظة الفراق ؟

كيف يتعامل المرء مع موقف يهزه من الأعماق ؟‏‏

أي وداع يختاره . ليليق بمن يحب؟‏

أي وداع يليق بحلم جميل كالحلم بالحياة ؟‏

أي وداع يليق بحزن عظيم, كحزن الفقدان والغياب ؟‏‏

كيف يمكن أن نفتح أعيننا ونستقبل نور واقع لا يحتوي أحبتنا ؟‏‏

لاشك أن الوداع وحده يستأثر باللحظات العصيبة التي تحيل السعادة تعاسة. فينعكس كل شيء على الإنسان وتصرفاته وسلوكه .. شعوره بالآخرين, نظرته للحياة والطبيعة وكل شيء جميل.‏‏

فكيف نستقبل فراق من نحب..؟‏‏

هل نردد أن أمرهم ماعاديهمنا ؟‏‏

هل نعامل حبهم معاملة الأسير فنطلق سراحه من سجن أحلامنا ونمنحه الحرية بعيداً عنا.؟‏

هل نضعهم في منتصف الجرح ونرقص ونحن نلف حولهم رقصة الهنودالحمروالطائر المذبوح..؟‏‏

هل نطبع قبلة اعتذار فوق جبين حلمناونعلن فشلنا المرير في حكايةالحب والحياة ؟‏

هل نقف فوق أعلى قمة للألم وننزفهم قطرة قطرة.. كي نقنعهم بأنهم لا يتسربون منا إلا كالدم ..؟‏

هل نعتبر الحياة بلا وجودهم لعبة لابد من إتقانها ونوهم أنفسنا أن النسيان مسابقة لابد من الفوز بها .؟‏

هل نحكم إغلاق أبواب الحكاية خلفنا ونختم قفلها برحيق المستحيل كي لايقرأ تفاصيلهم آخرون قد يأتوا بعدنا ؟‏

نوقن أن حكاياتنا تنتهي دائما بالموت أو الخذلان أوالحيل الموجع, ولكننا لا نجرؤ على الاعتراف إلا لأنفسنا بعد أن نكذب الآخرين ونرفض الاستماع لتوقعاتهم لعلاقاتناو اختياراتنا ومسار حياتنا .. ويبدو أنهم كانوا أقدر على الرؤية.. لأن التصاقنا بالأشياء واقترابنا منها يمنعنا من الرؤية الواضحة ويموه الصورة الحقيقية .. ورغم ذلك نتساءل .. أي وداع يليق بمن نحب..?‏أي فراق يليق بعمر بكامله أضعناه بالوهم..؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية