تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تأسيس لواقع جديد

مجتــمـــــع
الخميس 8-3-2012
أنيسة أبو غليون

إن الحديث عن ثورة الثامن من آذار وإنجازاتها، لا يمكن فصله عن نضال حزب البعث العربي الاشتراكي.. فهي تتويج لنضاله القومي خلال سنوات من الكفاح والنضال،

استطاع خلالها الحزب أن يرسخ في أذهان الجماهير الأهداف الأساسية المعبرة عن تطلعاتها في بناء مجتمع متحرر.. وأن يحرك الجماهير لتقديم التضحيات من أجل قضيتها، وتحقيق آمالها في بناء دولة الوحدة والحرية والاشتراكية.. ومن المؤكد أن ثورة آذار عام 1963 إنما هي إنجاز وانتصار ليس للحزب وحده، إنما لحركة التحرر العربية.. وتعد الركيزة الأساسية التي لا تزال تحتضن المشروع القومي وتسعى للنهوض به وتسعى أيضاً لحماية الحقوق والمصالح العربية.‏

إن الإيمان المبدئي بأن الثورة لا تكون ولا تأخذ أبعادها إلا بشمولها المجتمع بأسره رجالاً ونساء.. وقد كان لإيمان ثورة آذار بضرورة مساهمة المرأة في مجالات الحياة الأثر الكبير في إعطاء المرأة الكثير من حقوقها السياسية والاجتماعية..‏

فقد ساوت الثورة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق والواجبات، فقد أصبحت المرأة ممثلة في مجلس الشعب والإدارة المحلية والوزارات والسلك الدبلوماسي ومنحت التعويض العائلي. وحصلت على مكاسب كثيرة ومميزة وخاصة في ظل الدستور الجديد.‏

على الرغم من ضخامة التحديات، استمرت سورية في التأكيد على دورها القومي من موقع الدفاع عن الحقوق والمصالح العليا للأمة العربية.. واستمرت على تأكيد حضورها ودورها الفاعل على الصعيدين العربي والدولي.. وهذا الدور الذي أرسا دعائمه القيادة التاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد مكنها من أن تؤدي دوراً رائداً في نضال الأمة العربية.. واستمرت على هذا الطريق فمازالت سورية متمسكة بالثوابت الوطنية والقومية وذلك من خلال احتضانها ودعمها ومساندتها للمقاومة الباسلة والشريفة وبكل أشكال الدعم.. فكان قدر سورية مواجهة التحديات والمؤامرات والضغوط والتهديدات لأنها اختارت طريق الصمود.. فسورية تكبر بثوابتها.. وبقيمة مواقفها.. وسمو مبادئها.. رغم هذا الزمن الذي يملؤه الحقد الأميركي والإسرائيلي والأوروبي.. والتخاذل المتواطئ العربي الرسمي.. كل هذا وآذار دمشق تقف منتصبة بوجه العواصف والتآمر ولا تحني هامة ، تتحمل آلامها بصبر وحكمة لأنها على يقين تام بأنها قادرة على التصدي لجميع الدسائس والمؤامرات التي تحاول النيل من صمودها الذي عانق جبهة التاريخ بعزيمة لا تقهر وإرادة لا تلين ..‏

لذلك لم تكن ثورة الثامن من آذار حدثاً عابراً في تاريخ سورية والوطن العربي.. بل كانت نقطة تحول كبيرة ومهمة، وانجاز عظيم تحقق بفضل نضال مرير خاضه الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه.. ومازالت الانجازات الضخمة لهذه الثورة المباركة تؤتي ثمارها ببناء سورية الحديثة وببصمات محفورة عبر التاريخ ، حيث المجد والسؤدد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية