تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تدمر وأيقوناتها

رؤيـة
الأحد 30-8-2015
 أديب مخزوم

حين تختفي العبارة، وتتقطع أوتار الكلمات القادمة من عمق العصور والأزمنة، تصبح الصورة أكثر بلاغة في التعبير عن أي كلام يقال (انها صورة الراحل خالد الاسعد، بجانب بعض الايقونات التدمرية)

وشهيد التاريخ الحضاري السوري القديم، قد يتحول الى اسطورة حية، في ذاكرة الأجيال الحالية والمستقبلية، نظراً لهول ووحشية وبربرية وفظاعة الطريقة التي أعدم بها. لقد مرت على هذه الأرض، جحافل جيوش المغول والتتار والبرابرة، لكن الذي ثبت على مر كل العصور والأزمنة، أن الذي يبقى مشرقاً من حضارة أي أمة، هو آثارها وفكرها وفنونها، وهذا يعني أننا نواجه مرحلة طارئة، وسورية بتاريخها الحضاري الموغل في القدم، قادرة على الانبعاث والنهوض كطائر الفينيق من بين الرماد.‏

لاشك بأن مدناً بكاملها، محلية وعربية، تواجه الآن خطر زوال تراثها الحضاري، بسبب عقلية التحريم الخاطئة، لكن ما يؤلمنا اكثر أن (عقدة الصنم) تطال حتى بعض أدعياء الفن والثقافة عندنا.‏

في نهاية الثمانينات استضافت باريس في (البتي باليه) معرضأً ضخماً لروائع الآثار السورية، توزع على ثماني صالات، وأفردت حينها مجلة (loeil) عدداً خاصاً عن الفنون الآثرية والتشكيلية القديمة والحديثة في سورية، ومن ضمنها ملف حمل عنوان: تدمر ومدافنها.‏

التاريخ الأثري سيبقى، لأنه ظل موجوداً، رغم كل الحروب والغزوات والفواجع والويلات، ولأن جذوره تمتد الى عهود ماقبل التاريخ (الألواح الكتابية القادمة من أوغاريت وماري والبا يقدر عددها بعشرات الآلاف من القطع) والفن التشكيلي، ايضاً يمتلك القدرة على الديمومة والاستمرار والخلود، رغم أنه حديث العهد، ولم يكن معروفاً في سورية قبل ثمانية عقود.‏

مع الإشارة إلى أن الرسم، كان موجوداً على جدران بعض البيوت القديمة، لكن اكثرية هذه الرسومات كانت تنفذ، ضمن صياغة تسجيلية وتقليدية وسطحية في أكثر الأحيان.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية