تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نرجسية أميركا

نافذة على حدث
الأحد 30-8-2015
 منير الموسى

نرجسية الغرب الجيوبوليتيكية والاقتصادية، ونرجسية الأشخاص الذين يشغلهم سواء في المؤسسات الدولية، أم من وراء الكواليس (كمعارضات مزيفة) وطابور خامس،

أم كأذيال في الحكومات هي التي تسببت بحرب عالمية من طراز آخر وجعلت كل البلاد العربية في حالة فوضى الإرهاب الذي هو الابن غير الشرعي لتلك النرجسية.‏

سكوت الأمم المتحدة عن الخروق التي ترتكبها أميركا بحق السيادة السورية بذريعة مكافحة الإرهاب ذو دلالة على أن المجتمع الدولي يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة لعدم مقدرته على التمييز بين الخيط الأبيض وبين الخيط الأسود. ولا حلول أممية البتة لأي قضية عالقة، ولكأنّ نصوص الميثاق الأممي وضعت لتسير على رأسها لا على قدميها.‏

فمعاهدة حظر استخدام السلاح الكيميائي غدت للتستر على من يستخدمون الكيميائي واتهام الدول التي تخالف سياسات واشنطن، وقضية اللاجئين والمهجرين تصنع في العالم عن سابق إصرار وترصد دون أي جهد دولي لتفكيك شبكات تهريب البشر حيث هناك من يجزم أن الأصابع الأميركية وراء تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وموتهم لا يساوي شيئاً بنظر الغرب. ولا يمضي أسبوع إلا وتعلن وكالات الأنباء مصرع العشرات منهم غرقاً أو اختناقاً وجلهم من السوريين. ولو أعادت الدول الأوروبية النظر في اتفاقية شينجن لتضييق الحدود بين دول أوروبا كانت أروح كثيرة ستنجو من الموت.‏

دول كثيرة تعاني من الفوضى الأميركية التي تريد عبثاً تأسيس إمبراطورية ذهبية كبرى من لا شيء سوى دماء الشعوب، وهي لن تقدم للعالم شيئاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فمجلس الاحتياطي الفيدرالي يسبب الاضطرابات في العالم لرفع الأسهم الأميركية بأي ثمن ولا تهتم واشنطن إلا برفع تعاونها الأمني مع إسرائيل، ولايتها الحادية والخمسين.‏

وإذا تحدثت عن الديمقراطية في الدول الأخرى فهي تريد ديمقراطيين على مقاسها مثل رجب طيب أردوغان الذي ربط استمرار الأمن بتركيا باستمرار وجود حزبه في السلطة، لأنه أفضل من ينفذ سياساتها في المنطقة ويتدخل لمنع أي حل سياسي في سورية ويقلب أي هدنة في سورية وآخرها الهدنة في قريتي الفوعة وكفيريا ومدينة الزبداني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية