|
بقلم: برنت سكوكروفت إن كانت لدى الولايات المتحدة النية والشعور بالمسؤولية لدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط أم أنها ستسهم في زيادة حدة اضطرابات المنطقة بما في ذلك الانتشار السريع للسلاح النووي. بتقديرنا، نرى بأن خطة العمل المشترك الشاملة تلبي الغاية الرئيسة المشتركة بين الإدارات في كلا الجانبين، حيث نجد بأن إيران قد التزمت ببرنامجها النووي السلمي بشكل فعال الأمر الذي اكدته كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من حيث عدم السعي لتطوير سلاحها النووي او الحصول عليه. وقد أكدت الاتفاقية بأن هذا الواقع سيستمر 15 عاما أو أكثر إلا إن احجمت إيران عن الالتزام بنظام التفتيش أو لم تأخذ باتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية والبروتوكولات الإضافية. من المتعذر وجود خبير موثوق بشأن السلاح النووي أكثر من وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز الذي قاد فريق التفاوض التقني الذي أكد بأن خطة العمل المشترك الشاملة ستقف عائقا أمام أي توجهات لإيران قد تفضي إلى الحصول على المواد الانشطارية اللازمة لصنع السلاح النووي، وإزاء ذلك يتعين على جميع المسؤولين الانصات لما يقوله. وقد أيد 29 عالما نوويا أميركيا بارزا ما صرح به مونيز. لو أن الولايات المتحدة أصرت على إيران الأخذ بالشروط التي وضعتها أو رفضها فإن ذلك سيثير القلق لدى الأخيرة. لكن الاتفاقيات التي يتم التفاوض عليها، والتي توقع في زمن السلام، هي عبارة عن تسويات. وهذا ما فعله الرئيس ريغان مع الاتحاد السوفييتي بهدف السيطرة على الأسلحة، وما فعله الرئيس نيكسون مع الصين. وكما كان الحال بالنسبة للاتفاقيات الخاصة التي تم إبرامها مع الاتحاد السوفييتي والصين، فإننا سنستمر بالحوار بشأن التباينات الأساسية مع إيران وعلى الرغم من أنني أعتقد بأن خطة العمل المشترك إذا ما نفذت من قبل إيران فإن ذلك سيسهم في إشراكها بشكل فعال في قضايا المنطقة، إذ يجب علينا أن نتذكر دائما بأن الهدف الرئيس هو وقف أنشطة السلاح النووي. لا ريب بأن الولايات المتحدة ملتزمة التزاما كليا بأمن إسرائيل، وقد عبرت عن ذلك في كل وقت وبشتى الأساليب والطرق. أما إيران فقد لوحظ بأنها عملت على تطبيق الاتفاقية المؤقتة التي وضعت قيودا صارمة على برنامجها النووي منذ كانون الثاني عام 2014 إبان التفاوض على الاتفاقية النهائية. وفي الأحوال التي تثبت بها إيران جدية الالتزام بخطة العمل المشترك فلا شك بأن العالم برمته سيكون أكثر أمنا. أما في حال عدم الالتزام فسيلحق بها الأذى. يقوم الكونغرس حاليا بإجراء مراجعة شاملة للاتفاق والاستماع لآراء مؤيديه ومعارضيه. وفي مختلف الأحوال، فإن ثمة جهود تبذل لجعل اتفاقية العمل المشترك تمثل اختبارا لمدى التزام الكونغرس بإسرائيل. لكن عليه أن يعلم أيضا أنه ليس من بدائل أخرى أمامه كي يحول دون مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، وعلينا أن نعلم بأننا في حال رفضنا للاتفاق سنكون الوحيدين الذين نأوا بأنفسهم عنه لاسيما إن عملت القوى العالمية الكبرى جنبا إلى جنب مع بعضها. وإننا إن أدرنا ظهورنا لهذا الانجاز فإن ذلك سيمثل تخليا للولايات المتحدة عن دورها ومسؤوليتها تجاه العالم وسيقود إلى استياء حلفائنا وأصدقائنا منا وسنفقد كامل القدرة في التأثير على الأنشطة النووية الإيرانية مع تلاش للعقوبات الدولية على هذا البلد. ولا يعتقد أي عضو في الكونغرس أن غزو الولايات المتحدة لأي بلد في الشرق الأوسط سيساعدها في المستقبل. علينا أن نعلم بأن أمامنا فرصة مصيرية ينبغي عدم التفريط بها وأنه قد سبق لنكسون أن استثمر مثيلا لها في علاقة الولايات المتحدة مع الصين، وأن الرئيسين ريغان وجورج بوش قد اتخذا ذات المسار في علاقتهما مع الاتحاد السوفييتي واعتقد بأننا نواجه أمرا مماثلا في علاقتنا مع إيران وعلينا عدم التفريط بها. |
|