تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متلازمة الثبات الروسي الإيراني والصمود السوري

متابعات سياسية
الأحد 30-8-2015
 فؤاد الوادي

ماهو مؤكد أن الثبات الروسي الإيراني حيال الدولة السورية لم يكن مجاملة او مداهنة ولم يأت من فراغ، بل جاء كمفرز طبيعي لصمود الدولة السورية وقوتها في الميدان،

وهذا ما أثبتته سنوات الحرب الماضية التي أكدت وعكست قوة الدولة السورية ومقدرتها وقدرتها على الصمود والمواجهة والتماسك كمنظومة متكاملة يحكمها منطق الدولة والمؤسسات التي أثبتت بدورها مرونة وديناميكية عالية على التكيف مع واقع الحرب وبصبر استراتيجي قل نظيره وبتناغم لافت ونوعي، خاصة مؤسسة الجيش التي أثبتت قدرة وصلابة وتفوقا متفردا يستحيل على أي جيش في العالم مقاربته لجهة الديناميكية العالية وسرعة التكيف مع أصعب الظروف واعقدها وفي كافة البيئات العسكرية حيث الانتقال من مرحلة الدفاع والاحتواء والصبر إلى الهجوم والمباغتة وامتلاك زمام المبادرة والسيطرة والردع والحسم بحسب الظرف واللحظة ، وذلك على مختلف الجبهات التي تنوعت شكلا ومضمونا وأسلوبا وطريقة (حروب الشوارع والمدن والأنفاق والجبال والتضاريس الصعبة والمعقدة )التي يحكم جُلها العامل الديمغرافي الذي تتعامل معه العقيدة العسكرية للجيش السوري بكل حرفية وأخلاقية وإنسانية مطلقة.‏

وانطلاقا من هذا الواقع الذي كانت الدولة السورية تحتويه وتتعامل معه على قاعدة صلبة ومتينة أركانها وركائزها الأساسية تستند إلى منظومة مترابطة عقديا وعضويا وحضاريا وتاريخيا (الشعب والجيش والدولة)، استطاعت الأخيرة أن تنتزع من الجميع سواء الخصوم والأعداء التي انتزعت منهم عنوة الاحترام، أو الأصدقاء والحلفاء التي حصلت منهم على الدعم المطلق والثبات في الموقف مهما كانت الضغوطات كبيرة ومهما تغيرت الظروف السياسية والعسكرية، فالحرب كما هو معروف كر وفر وصولة هنا وجولة هناك شرط أن يحافظ صاحب الحق على رباطة جأشه وصبره وثباته في موقعه وخندقه لا أن يجرفه تيار الخوف أو الإحباط أو اليأس أو الإحساس بالهزيمة في لحظة نكوص أو تراجع، أي ألا يدير ظهره للعدو مهما كانت الظروف محافظا على شموخه وعنفوانه لانه في هذه الحالة حتى لو هزم فإن قاماته وهاماته ستبقى سامقة وباسقة وشامخة.‏

ماسبق ينطبق بكل تفاصيله وعناوينه على الدولة السورية منذ بدء الأزمة حيث حافظت على ثباتها وشموخها وصلابتها وصمودها في الميدان في أصعب الظروف واعقدها لم تبارح موقعها ومكانها، انطلاقا من أنها صاحبة الأرض والحق والتاريخ وهذا ما سحر الألباب والعقول وحرض الكثير من الباحثين والدارسين ومراكز القرار والبحوث على دراسة الحالة السورية ووضعها على طاولة البحث والتحليل لاستخلاص العبر والنتائج وخاصة حلفاؤها وشركاؤها في المعركة الذين كانوا يستمدون ودون مبالغة قوتهم وثبات مواقفهم من الدولة السورية التي لاتزال نيابة عن كل المظلومين والمقهورين تواجه كراس حربة أعتى قوى العلم وأشدهم إرهابا وإجراما ودموية.‏

لقد وجدت الكثير من دول العالم التي اعتاد معظمها الخضوع والخنوع والركوع والسير عنوة خلف الركب الأميركي والإسرائيلي والغربي.. وجدت ضالتها في الدولة السورية التي لم تعتد ما اعتادوه من ذل وعبودية والتي قالت كلمتها على أرضها دون خوف أو وجل والتي لا تزال وستبقى تشكل المصدر الرئيس والنبع الثر لكل أحرار العالم الذي ينهلون منه الكرامة والحرية والصمود والشجاعة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية