تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سادةٌ وأحرار ولن تغيّر النوائب هويتنا!

شباب
الأحد 30-8-2015
غـانـم مـحـمـد

هذه هي سورية كما رسم ملامحها السيد الرئيس بشار الأسد في حديثه لتلفزيون المنار حرّة بخيارها سيدة بقرارها، فخورة بجيشها وبشعبها، متمسكة بانتمائها العربي وبهويتها القومية وهذه النقطة الأخيرة عمل الأعداء كثيراً إلى طمسها واستطاعوا النيل من هذه الهوية لدى بعض العربان لكنهم فشلوا وسيفشلون بذلك في سورية...

قبل سنوات، وبسبب المواقف المخزية لمعظم حكام العرب وكردة فعل على قرار ما يُسمى الجامعة العربية بشأن تعليق عضوية سورية طالب البعض بتغيير التسمية الرسمية للجمهورية العربية السورية بحيث تُلغى كلمة (العربية) لتصبح الجمهورية السورية، لكن الوعي ردّنا إلى حيث يجب أن نبقى دائماً فنزعنا في عقولنا ووعينا صفة العربي عن كل من لا يستحقها، أما نحن فعرب سوريون لا أعراب منسيون..‏

السيد الرئيس تحدث عن هذه النقطة الجوهرية مؤكداً أن العروبة هوية يريد أعداؤنا أن يشوهوها ويطمسونا ونحن كسوريين متمسكون بها، مبيناً الفرق بين العروبة وبين بعض الذين يدّعون الانتماء لها ويعملون في الحقيقة عكس مبادئها وقيمها..‏

لن نقف هنا عند تخلّي الآخرين عن عروبتهم وكأننا مصدومون أو مستغربون منه فهذه الحقيقة متوارثة لدى الأنظمة الرجعية منذ عقود، أما عروبتنا كسوريين فهي راسخة فينا وقد كرسناها عملاً قبل القول وفعلاً حقيقياً لا تشدقاً على المنابر وعندما كان أحد الأشقاء يمرض أو يقع في مشكلة ما كانت سورية هي السباقة لمده بأسباب الحل ولو كان من أغلى ما نملك فقدمنا لهم القمح والماء والكهرباء والعقل المفكر فبماذا ردّ ناكرو الجميل؟ جنّدوا المرتزقة وسلّحوهم وعلموهم فنون قتل الحياة في سورية وراح من يكاد رأسه أن يلمس الأرض من كثرة الانحناء لسيده الأمريكي ينظّر في الشرعية والديمقراطية وحقوق الإنسان ويوجه النصائح للسوريين ظناً منه أن الإنسان السوري معبأ بكرشه كما أمراء النفط ولا يعرف كيف يُصنع الكذب والنفاق في قصورهم فينجرف في تيارهم! أشفق على هؤلاء الصغار من حكام العرب إذ ينظرون في مرآة أنفسهم - إن فعلوا - كما يستصغرون ذاتهم!‏

ألا يخجل هؤلاء (العناتر) من زوجاتهم بعد نهار من الذل والرضوخ للمشيئة الأمريكية قبل أن يتحولوا إلى ديكة في مخادعهم بعد منتصف الليل!‏

سورية حبيبتنا العزيزة لم تجبرنا يوماً على طأطأة الرأس، بل على العكس تماماً تعطينا كل يوم المزيد من مقومات الشموخ ورفع الرأس وتحفظ لنا كرامتنا من خلال مواقفها وأفعالها التي تمثلنا كأحرار سادة همّنا حماية الأرض والعرض والتمسّك بالسيادة ونعلم أننا دفعنا وسندفع ثمن ذلك دماً طاهراً، لكنه قدرنا الذي اخترناه وآمنّا به وسنكمل به ولن يكون إلا كما يشاء السوريون.. تعلمنا في مدارسنا أن ( بلاد العرب أوطاني) وأن الأمة العربية الواحدة هي حقيقة فجر التاريخ وآخره وما الواقع الحالي إلا مرحلة عابرة صنعها الأعداء لإضعافنا ونتذكر هنا حكايات كثيرة كانت تحفزنا وتحثنا على الالتقاء والوحدة ونرى أنه من الصعب الآن إقناع أبنائنا بها لأن تفاصيل الواقع العربي تقول نقيض هذه العناوين لكن ما لا نستطيع التخلّي عنه على الإطلاق هو وعينا القومي العربي، هذا الوعي قد يأخذنا إلى ردة فعل عابرة لكنه يعود ليرسّخ فينا ما بنينا عليها فكرنا وتفكيرنا وهو أن الشعوب العربية القابعة تحت أنظمة الرجعية ستهب عليها رياح التغيير يوماً وسنردد معها ذات يوم : بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية