|
حدث وتعليق وتكشف أكاذيب الادارة الأميركية تجاه الحقوق الفلسطينية، ومدى دعمها المطلق للكيان الصهيوني في توسيع رقعة احتلاله واقامة «دولته اليهودية» الصرفة على كامل التراب الفلسطيني ومساندتها له فيما بعد لاستكمال مخططه بأن تكون حدود تلك «الدولة» المزعومة من الفرات إلى النيل،كما يتوهم وفقاً لايديولوجيته العنصرية. التهديدات الأميركية لم تفاجأ أحداً، خاصة بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة، فكان المطلوب الانتقام لاسرائيل التي ذاقت طعم الانكسار والهزيمة، فالولايات المتحدة تحرق نفسها من أجل اسرائيل، ولا ترى مصالحها إلا بعيون اسرائيلية، وهمها الدائم القضاء على أي حلم بقيام دولة فلسطينية مستقلة، ومن أجل ذلك تريد تجنيد العالم ومنظماته الدولية لتحويل الوهم الاسرائيلي إلى حقيقة على أرض الواقع حتى ولو كان ذلك بالقوة والارهاب، فهي لم تقم يوماً أي وزن للقيم الأخلاقية والانسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. المثير للسخرية أن الولايات المتحدة وأتباعها مازالوا يتبجحون بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة، متجاهلين أن التجارب الماضية أثبتت فشلها على مدى عشرين عاماً، ولم تقدم تلك المفاوضات أي شيء ملموس للشعب الفلسطيني، بل سلبتهم كل حقوقهم، كما أن الرعاية الأميركية غير النزيهة أطلقت العنان لحكومة الاحتلال لتكرار اعتداءاتها وتوسيع المستوطنات والاستيلاء على المزيد من الأراضي، وفرض الكثير من القيود والاجراءات العنصرية التي تمهد لتهويد القدس المحتلة بهدف الحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية مستقلة. ولكن تبقى الحقيقة المرة، وهي أن حالة الضعف التي يشكو منها الواقع العربي، وخنوع بعض الأنظمة العربية وارتمائها في أحضان أميركا والغرب وتخليها عن دورها في القضية الفلسطينية، هو الذي جعل الدول الكبرى تتحكم بدفة الصراع وتجيره لمصلحة اسرائيل، حتى أن «البعض العربي» أصبح ينوب عن اسرائيل في تنفيذ كل مخططاتها التوسعية، واذا ما بقي الوضع على هذا الحال فإن الخطر سيبقى يهدد الشعب الفلسطيني في أرضه وهويته ووجوده، ليطول فيما بعد كل الدول العربية وشعوبها. |
|