تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إرهابيو القاعدة يواصلون استهداف المدنيين ويصبّون نار حقدهم على جرمانا... 34 شهيداً و 83 جريحاً و 10 أغلفـة لأشلاء مجهولة الهوية بتفجير سيارتين مفخختين

ريف دمشق
سانا- الثورة
صفحة أولى
الخميس29-11-2012
تواصل ايدي الارهابيين الظلاميين العبث بأمن الوطن والمواطن وتخريب ممتلكاتهم بحقد لم يسبق له مثيل في تاريخ الانسانية، ومرة اخرى يضرب الارهاب الاسود مدينة جرمانا في ريف دمشق

وتستفيق على جريمة جديدة نفذها مرتزقة النفط ودعاة الحرية المزيفة عبر تفجيرين ارهابيين اسفرا عن استشهاد 34 مواطناً واصابة العشرات وتضرر عشرات المباني والسيارات.‏

فقد فجّر ارهابيان انتحاريان صباح أمس سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في الساحة الرئيسية بمدينة جرمانا في ريف دمشق ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين والاهالي وأضرار مادية كبيرة في المباني السكنية.‏

وذكر مصدر في وزارة الداخلية لوكالة سانا أن حصيلة التفجيرين الارهابيين 34 شهيدا وأشلاء مجهولة الهوية في 10 أغلفة طبية.‏

وأضاف المصدر ان التفجيرين أسفرا أيضا عن اصابة 83 شخصا بجروح والحاق أضرار كبيرة ب 6 مبان سكنية وعشرات السيارات المركونة في مكان التفجير.‏

وقال مصدر في مشفى المواساة انه وصلت إلى المشفى جثث 33 شهيدا جراء التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا في جرمانا اضافة إلى 20 جريحا بينهم نساء اصابات بعضهم حرجة.‏

وأشار مصدر في مشفى دمشق إلى انه تم اسعاف 41 جريحا بينهم نساء جراء التفجيرين الارهابيين حيث تم تقديم الاسعافات والعلاجات اللازمة لهم.‏

وأفاد مندوب سانا إلى مشفيي الراضي وجرمانا الجراحي بانه وصل إلى المشفيين عشرات الجرحي والمصابين حيث تم تقديم الاسعافات الاولية لهم وتحويل الاصابات الحرجة إلى مشفيي دمشق والمواساة.‏

وتزامن التفجيران الارهابيان مع تفجير ارهابيين لعبوتين ناسفتين في حيي النهضة والقريات بجرمانا أسفرا عن وقوع أضرار مادية طفيفة.‏

وزير التعليم العالي يتفقد جرحى التفجيرين الإرهابيين‏

وأكد وزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيي معلا خلال زيارته للجرحى في مشفى المواساة ان هذا العمل هو عمل ارهابي وان الارهاب لا حدود له ولا وطن ولا دين ومخطط له لاحداث اكبر ضرر بالبنية التحتية والانسان لافتا الى ان توقيت التفجيرات الارهابية مقصود منه الحاق الاذى بأكبر عدد من المواطنين وهو عمل وحشي آثم وغير انساني وتعجز الكلمات عن وصفه.‏

وأشار إلى ان المشافي التعليمية كافة وبشكل خاص المواساة في جاهزية تامة وعلي مدار ال24 ساعة لمعالجة المواطنين وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم حيث يعمل كادره الطبي والتمريضي والاداري بحس وطني عال وتحمل كبير للمسؤولية ويبذل قصارى جهده وطاقته للمساعدة وتقديم الخدمة الصحية المثلى.‏

مرة أخرى.. إرهابيو القاعدة يصبّون‏

نار حقدهم على مدينة جرمانا وأهلها‏

لم يتبدل المشهد في اروقة قسم الاسعاف في مشفى المواساة الذي غص بجثامين شهداء وجرحى تفجيري مدينة جرمانا الارهابيين عن مشاهد التفجيرات الارهابية السابقة إلا بكونه الاكثر هولا وفجيعة لجهة عدد الشهداء في سلسلة التفجيرات الارهابية التي ارتكبها ارهابيو القاعدة في استهدافهم الاحياء السكنية في دمشق وخارجها.‏

جثامين اخوة المدينة المكلومة لم يتسع لهم براد الموتى في المشفى فسجوا الواحد تلو الآخر في ردهة واحدة اختلطت دماؤهم فيها وتلاحمت اجسادهم كما كانوا في الحياة حالة واحدة في حب الوطن والدفاع والذود عنه.‏

أهل واحباء واصدقاء هرعوا إلى المشفى منتحبين مبتهلين إلى الله ان تكون النجاة قدر اقربائهم.. الشاب انس ابو شقرا فقد اربعة اخوة مرة واحدة في فاجعة كان من الصعب معها ان ينطق بعدها بغير النحيب.. اما مها الام فقد غرقت في حزن لا ضفاف له بعد ان علمت ان ابنها الوحيد ابن السبعة عشر ربيعا مسجى بين الشهداء.. ولم يتمالك عامر ونسيم نفسيهما من نوبة بكاء ادمعت معهما كل عيون الاطباء والممرضين ومرافقي الجرحى الموجودين امام صدمة فقدان شقيقهما الذي كان يستعد للالتحاق بخدمة العلم.. ولم يستفيقا منها إلا بعد ان احتضنهما والدهما المكلوم وطلب اليهما الترحم على الاخ الشهيد.‏

عادل اسحاق طالب صف ثاني ثانوي كتبت له النجاة اصيب بشظايا متطايرة ادمت وجهه وذراعه بينما كان يمضي صباحا إلى مدرسته يقول كنت في طريقي إلى المدرسة، فجأة سمعت صوت تفجير توقفت وقررت العودة إلى البيت وخلال عبوري الشارع دوي صوت انفجار ثان ووجدت نفسي ملقى على الارض والدماء تسيل من وجهي ويدي.‏

تحت حالة من الاعياء الشديد بدت سلوى حصحص في الثلاثين من عمرها كانت في طريقها إلى عملها لحظة التفجير أصيبت بشظايا أدت لكسر في الحوض وجروح أخرى حاولت جاهدة تذكر ما حدث: عندما دوى الانفجار الاول ساد الهلع في الشارع وما ان اقتربت من مكان التفجير حتى وقع الانفجار الثاني لاجد نفسي ملقاة على الارض والدماء تنزف مني حتى أوصلتني سيارة الاسعاف إلى المشفى.‏

محمد الحواط عامل كان في منزله لحظة التفجير الاول فخرج مسرعا للمساعدة في اسعاف الجرحى ونقل جثث الشهداء وما ان وصل إلى مكان التفجير حتى انفجرت السيارة المفخخة الثانية فأصيب بشظايا في ظهره قال لا يقوم بهذا الفعل الاجرامي إلا من كان وثيق الصلة بالعدو الاسرائيلي.‏

باكية يهدها الحزن جلست تغريد على كرسي في ممر الاسعاف بمشفى المواساة وتقول لا أبكي شقيقي وخالي اللذين استشهدا اليوم فقط وانما أبكي كل الناس الذين استشهدوا.. رأيت اناسا كثيرين على الارض.. من الصعب ان انسى ذلك.‏

جرمانا مرة اولى وثانية وثالثة ورابعة الارهاب فيها ينبش بمخالبه في اجساد قاطني المدينة التي ترسم بين جنباتها صورة مصغرة عن المجتمع السوري قراه ومدنه بدمائهم واشلائهم تؤكد ككل البلدات والمدن السورية ان انتصار سورية على اعدائها يحتاج إلى البذل والسخاء في التضحيات.‏

محافظ ريف دمشق: أبشع أشكال الجرائم‏

ووصف المهندس حسين مخلوف محافظ ريف دمشق تفجيرات جرمانا الارهابية أنها أبشع أشكال الجرائم لانها استهدفت مواطنين أبرياء أثناء توجههم إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم معتبرا ان من قام بهذا العمل استغل الروح الطيبة لدى السوريين في اغاثة الملهوف ومساعدة الآخرين عبر احداث تفجيرين متتاليين واستغلال تجمع الناس لانقاذ الجرحي والتسبب بعدد أكبر من الضحايا.‏

وأشار محافظ ريف دمشق خلال جولة له على مشافي جرمانا ومشفى المواساة بدمشق للاطمئنان على الجرحي إلى أن استهداف جرمانا من قبل المجموعات الارهابية المسلحة بتفجيرات ارهابية لمرات عدة يعكس مشاعر الحقد والكراهية التي تكنها هذه المجموعات لهذه المدينة التي نبذت كل أشكال التطرف والتامر وكانت دوما الصورة الناصعة والحقيقية للاسرة السورية الكبيرة التي تستقطب كل أطيافها.‏

بحضور رسمي وشعبي حاشد.. تشييع عدد من الشهداء‏

وبحضور رسمي وشعبي حاشد شيع الالاف من الاهالي والمواطنين عددا من شهداء التفجيرين الارهابيين. وألقيت خلال التشييع عدة كلمات تناولت معاني الشهادة والتضحيات التي يقدمها أبناء الشعب السوري فداء للوطن وحفاظا على سيادته واستقلاله مؤكدة أن استهداف الارهابيين للاطفال والمناطق السكنية لن تنال من عزيمة السوريين وستزيدهم اصرارا على مواجهة الارهاب حتى القضاء عليه.‏

وأكدت كلمات المشاركين أن المشروع المعد للسيطرة على سورية وضرب وحدتها الوطنية لن يمر وأن جميع أطياف الشعب السوري ستقف سدا منيعا أمام محاولات تخريب روح الالفة والمحبة الذي كانت وستبقى عليها سورية.‏

وحمل أهالي الشهداء الولايات المتحدة وفرنسا وعملاءهم في المنطقة الذين يقدمون المال والسلاح للارهابيين مسؤولية دماء أبنائهم الذين وقعوا جراء التفجيرات الارهابية مشيرين إلى أن تكرار استهداف مدينة جرمانا لن يثني أهلها عن الوقوف مع الدولة والجيش العربي السوري في وجه التطرف والارهاب الذي يحاول أعداء الوطن تبريرهما تحت شعارات الحرية والديمقراطية المزيفة التي يتم من ورائها قتل السوريين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية