تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فالق العجز ..

نافذة على حدث
الأربعاء 22-4-2015
فؤاد الوادي

يحتدم المشهد ضراوة ويلقي بأثقاله واختلاجاته المتباينة في شدتها وحدتها وخطورتها إلى سطح الأحداث، لتظهر أعراضها عند أطراف الإرهاب التي ترقد على فالق من العجز والفشل والانفجار المرتقب على شكل حماقات واختلافات وصراعات تستعر نيرانها تحت الجمر.‏

انطلاقاً من ذلك يكرس العجز رغم كل محاولاته البائسة للنهوض نفسه كسيد للمشهد بلا منازع ،حيث لا يزال يفرض حضوره وسطوته على قرارات ومواقف تلك الأطراف، تلك المواقف التي طبعتها الإرباكات المتزايدة التي تتدحرج ككرة الثلج، والتي تدفعها مجدداً إلى النفخ في قرب مثقوبة وخيارات متعفنة وباعتراف تلك الأطراف نفسها.‏

على ذات الضفة بدا الانكفاء الأميركي أمراً واضحاً فرضته الضرورة حيث تتصيد الإدارة الأميركية الفرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب أوراقها بعد أن أوكلت جزءاً من مهمتها وأدوارها إلى أدواتها ليستكملوا ما بدؤوه من إرهاب على الأرض، لتبقى هي بمنأى عن أي تداعيات وارتدادات لأي هزيمة متوقعة بعد أن بدا رصيدها خلال المرحلة الماضية متخماً بالإخفاقات والحماقات.‏

ماهو مؤكد وبحسب المعطيات على الأرض أن الإدارة الأمريكية ستدفع في هذه المرحلة تحديداً التي تسبق التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بكل أوراقها وخياراتها إلى الطاولة سعياً منها لتغيير المعادلات وقلب الموازين على الأرض، وبالتالي رسم مشهد جديد بقواعد لعبة جديدة غير تلك القواعد التي رسمتها الأطراف المقابلة تمكنها من كسب الحرب وفرض شروطها، وهذا ما يفسر سبب استعار الإرهاب وأدواته في هذه التوقيت تحديداً على مختلف الجبهات وكذلك سبب العدوان الخليجي على اليمن وعما يشاع عن اتفاق سعودي - تركي للتصعيد إلى أعلى المستويات في سورية، بعد أن منحت الإدارة الأميركية لأدواتها فرصة أخيرة لتحقيق انجازات على الأرض لا تزال واشنطن تراهن عليها لاستكمال مشروعها الاستعماري قبل أن يصبحوا جميعهم في عين العاصفة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية