تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا يدمّرون مجتمعاتنا..؟!

مجتمع
الأربعاء 22-4-2015
علاء الدين محمد

يبدو أن المال الذي هبط على الدول النفطية تحول إلى أكثر من نقمة إذ كنا نراه سابقاً وهو يهرق على الملذات والتبرعات لحدائق الحيوانات في الغرب واستقدام الراقصات وإقامة الليالي الحمراء وغير ذلك في متاهات التبديد والضياع.

واليوم اتخذ جانباً ثانياً هو جانب تدمير المجتمعات العربية بأكثر من وسيلة فقد بدأ أولاً ومن عقود من خلال نشر الفكر التكفيري ثم ذلك عن طريق الدعم المالي لجمعيات كان هدفها دائماً وأبداً تفتيت الروح الوطنية وإثارة النعرات وكل مايفرق،‏

وعلى المقلب الثاني نشر الشعوذة والدجل والعمل على تشتيت المجتمعات وحرف وعيها عن المخاطر التي تتهددها مثل الأمية وغير ذلك. أما اليوم فقد انتقلوا إلى الجزء الثاني من خططهم الاجرامية ألا وهي التدمير الشامل والكلي من خلال تهديم البنى التحتية والمعامل والمصانع والجسور وصالات الرياضة ومصافي النفط والمدارس والأحياء الآمنة وكل مايمد الحياة ويقوي من صمود المجتمع ويعزز من تمسكه بأرضه ، شيء يدعو إلى القلق الجدي من أجندات هذه الدول النفطية المحمية من الغرب ومن تعهدها بضرب مكامن القوة للأمة وتخريب المجتمعات من الداخل لابل تمزقها ومحاولة تغييبها عن الوجود ، وإن من يتابع سلوكيات هذه الدول النفطية في الخليج العربي يلاحظ تشابهاً كبيراً بين نهجها ونهج الكيان الصهيوني في الاعتداء على المجتمعات الآمنة تحديداً في القصف الجوي واتباع أسلوب ممنهج لتدمير كل مقومات الحياة والمثال الحي والخالد في ذاكرة الناس عدوان الصهاينة على قطاع غزة وعلى جنوب لبنان وبالمقابل عدوان آل سعود على اليمن.‏

لهذا تعيش مجتمعاتنا العربية حالة صدمة وخيبة أمل وخوف من زئير الوجع الذي تعانيه من نقمة المال السعودي الذي تحول إلى حمم ونار ملتهبة تحرق به الشعوب الرافضة لفكرها الوهابي المدمر والرافض لكل القيم والأعراف الإنسانية النبيلة ، لقد عمل هذا الفكر منذ عقود على قطع أوردة العروبة وتعطيل حدود الدين عبر فتاوى الفتن ، وتمزيق أحكام الإسلام الحنيف لذلك لا استغراب من تبنيه ثقافة التطرف والجهل وتماهيه مع صنوف الإرهاب بمسمياته المتعددة، فإذا لم ينهض الشباب العربي الواعي والمدرك لكل هذا النهش بجسم أمتنا العربية وتغييب قواها الحية والرافضة للخنوع والهيمنة سنعود قروناً إلى الوراء ونترحم على العصر الحجري.. لهذا نأمل من الأحرار في العالمين العربي والاسلامي قراءة السيناريوهات التي تقوم بها الدول النفطية والتي تنفذها على أرض الواقع وإجراء مقاربات حقيقية وطرح أسئلة من المستفيد من هذه الأعمال...؟ ومن الخاسر؟ ولماذا كل هذا الإجرام بحق الأطفال والنساء وكبار السن في عالمنا العربي ؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية