تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التخلص من العادات السيئة

مجتمع
الأربعاء 22-4-2015
أنيسة أبو غليون

في كل يوم نصادف في حياتنا اليومية موقفاً سالباً وآخر موجباً..وعادات سيئة نواجهها في حياتنا،خاصة وإن مجتمعاتنا تحتاج دوماً إلى ترميم وتصليح بالنسبة للبعض،

فالعادات السيئة تكاد تصبح أمر عادي..بينما هناك صنف من البشر يتضايق منها لكنه يتغاضى عنها ويفضل أن يعيش بجانبها بسلام بدلاً من مواجهتها،في المقابل هناك فئة من الناس تخرج صارخة علناً ضد هذه العادات السيئة وضد المواقف السالبة...الجميع يعلم أن المجتمعات على اختلاف مشاربها وطباعها بعادات حسنة وسيئة،فكانت هناك عادات حسنة وأخرى سيئة،انقطع بعضها واستمر البعض الآخر كما نشأت عادات جديدة بجانب تلك،منها الحسن ومنها السيئ،منها المحلي ومنها المستورد..فكم هو جميلاً أن نستمر في الحسن،وننبذ السيئ منها.‏

الصدق والشفافية‏

الثقة المتبادلة بين الناس جميلة،فالأصل يجب أن يكون الصدق والشفافية،فلا يجب أن نعرف من نتعامل معه حتى نفترض الصدق..فالحقيقة هي ما يدور في أذهان وتصرفات البعض،وإحسان الظن سلوك جماعي..وبحكم مرجعية البعض الثقافية والمختلفة،البعض ينطلق من سوء الظن بالآخرين تبعاً للموروث الثقافي الذي يحيط بنا ويستوجب الحرص،حتى من الأمثال الشعبية التي تعكس ثقافة الشعوب والتي يجب أن نعتبرها نتاج تجارب من سبقونا فالثقة سلوك اجتماعي راق.‏

المسموح والممنوع‏

كثيراً ما نسمع من ضيوفنا عبارة(مسموح التدخين؟)يطرح عليك ضيفك المبتسم هذا السؤال وقد مد يده لمعطفه ليخرج سجائره وولاعته..هذا التصرف به نوع من الجرأة ولا نقول الوقاحة،لأن الضيف يطلب منك السماح بالتدخين ولكن في المقابل يتصرف وكأن جوابك له سيكون(نعم،مسموح!)ولو قلت له(التدخين ممنوع)سيشعر الضيف بنوع من الإذلال..هناك صنف من الضيوف يتعامل بهمجية إذ يشعل سيجارته في بيتك ويطلب منك بكل أدب(ممكن منفضة،أو طفاية سجائر؟)بالنهاية الضيف الذي يتباهى ويشعل سيجارته هو ضيف مؤذي لك ولأسرتك،والأسوأ أيضاً أن يشعلها ويطلب منك فتح النوافذ.‏

عرقلة..وإيذاء‏

البعض يكره مواقف السيارات ويفضل أن يوقف سيارته أمام مداخل المحلات التجارية أو الدوائر الرسمية الحكومية مباشرة،ويتسبب إما بعرقلة حركة السير أو بإذاء المارة..هناك مواقف مخصصة للسيارات لكن قسماً كبيراً من الناس بعيد كل البعد عن شيء اسمه نظام،فيبحث البعض عن راحته الشخصية في حين يبقى النظام غريباً عليه..والمستحسن أن لا تسرع في مركبتك ولا تتهور لتعود لأهلك سالماً ولا تخالف أنظمة المرور واتبع أصول السلامة واستعمل إشارات المركبة كلما لزم الأمر...وحاول ألا تغضب من المخالفات المرورية فذلك خير لبعض السائقين.‏

احترام الآخر‏

عندما تتوجه إلى(السوبر ماركت)وبعد الانتهاء من جمع ما تحتاجه يأتي شخص بعدك ويطلب من البائع أن يحسب له ثمن سعر غرضه(لأنه مستعجل)يطلب الأذن من البائع وليس من الشخص الذي كان يسبقه في النظام والدور..كثيراً ما تحصل مثل هذه المواقف في الحياة اليومية،والأكثر إزعاجاً في الأمر أن البائع نفسه مصاب أيضاً بنفس الجهل الذي يحمله ذاك الشخص المستعجل..هل لون ذاك الشخص الذي يعرف النظام ويحترمه شفاف فلا يرى؟أم أنه لا حدود للجهل؟تلك العادات السيئة تنتشر في مجتمعنا ويعم الخلل وعدم النظام..فلماذا لا نحترم بعضنا في كل تعاملاتنا اليومية،فالحياة لا تستحق مثل كل هذا..لابد أن نعود إلى الالتزام بالنظام واحترام الآخر.‏

البساطة مطلوبة للجميع‏

تنتشر ظاهرة الاستقبال حسب قيمة الشخص ومكانته الاجتماعية،سواء في الأفراح أو الأتراح..الرجل البسيط يحظى باستقبال بسيط،والرجل الكبير يحظى باستقبال مهيب..فربما يكون جوهر ومعدن الرجل البسيط أنقى من الرجل التاجر الغني،هذا هو الواقع الذي نعيشه فالذي يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة يتم استقباله ووداعه بحفاوة..علينا أن نرفض تلك الطبقية في التعامل فتلك متغلغلة في المجتمعات المتخلفة.‏

لا حصر...لها‏

هناك الكثير من العادات السيئة لا نستطيع تسليط الضوء عليها لكثرتها منها أيضاً التثاؤب وفتح الفم وإحداث صوتاً يضحك منه الشيطان..ولا تستهزئ أياً كان فذلك ليس من الأخلاق..ولا تحقد على أحد ولا تحسد أحداً..وهناك عادة شرب الماء وهذا يختلف من شخص لآخر،هناك أناس لا يجدون مشكلة في الأمر ولكن المستفز في الموضوع هو عندما تبدي رفضك أو تقززك من الشرب يأتيك ردود مثل(كلنا خلق الله)أو(لماذا التكبر)أيضاً رمي النفايات من نوافذ البيوت ومن نوافذ السيارات ، والزيارة دون موعد وفي أوقات غير مناسبة..وقلة الاحترام لكبار السن وخاصة في الحافلات العامة‏

أخيراً فإن العادات السيئة لا ندري متى سنتخلص منها،فهي مأساة ووبال على الجميع،نتمنى أن نرتقي بأخلاقنا وأسلوبنا في حياتنا لأن الرقي هو سبب تقدم الأمم فالعادة هي كل المواقف التي نواجهها في حياتنا اليومية والتي تتحكم فينا وتكون لها سلطة علينا لأنها آتيه من مكان مقدس في نظر البعض، وبالتأكيد مع زيادة الوعي الاجتماعي ستتقلص تلك العادات السيئة وإن لم تنته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية