تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طفلي ذكي .. لكنه بطيء التعلم

مجتمع
الأربعاء 22-4-2015
أيمن الحرفي

مع أنهم في صف واحد و أعمار متقاربة إلا أننا نرى منهم المتفوق في دراسته و المتوسط و الضعيف و يهمنا هنا الضعفاء في دراستهم أو المصابون بصعوبة التعلم , ما هي الأسباب و كيف نتعامل معهم ؟

الضعيف في المدرسة أو بطيء التعلم لا يعني أن نفقد الأمل من هذا الطفل و ربما يصبح عبقرياً هذا كان حال اينشتاين الذي كان مهملاً و كسولاً و طرد من المدرسة وكذلك أديسون و لويس باستور حيث أصبحوا فيما بعد أعظم علماء البشرية .‏

و قد قدر متوسط عدد الأطفال المصابين بصعوبة التعلم بحوالي 10 % من بين طلبة إحدى المدارس , و هم ربما لا يشكون من أي مرض عضوي أو عقلي , و إذا لم يتم تشخيص حالاتهم و معالجتها مبكراً قد يتسبب هذا الإهمال في رسوبهم و تعرضهم لبعض الأمراض النفسية لذا تقع المسؤولية على الأهل و المعلم و الطبيب لتقديم الدعم و العلاج المناسب في وقت مبكر .‏

و قد يبكر طفل في مجال الحركة و يتأخر في الكلام و لكل مجال معدل إذا تأخر عنه الطفل عد متخلفاً و لكل حالة أسبابها و عواملها .‏

و هذا طبعاً لا يدعونا لليأس فعلماء العالم الذين غيروه بعبقريتهم كانوا يعانون من مشاكل فادحة في التعليم و هكذا حال بعض الأطفال فقد يكونون أذكياء في مجالات أخرى عديدة و ذكاء هؤلاء الطلاب لا يتجانس مع نوع الذكاء المطلوب في المدرسة مما يؤدي إلى تشخيص خاطىء لحالتهم على يد معلميهم الذين أطلقوا عليهم ألقاباً مثل الكسل أو البطء بالتعلم أو التأخر الدراسي .‏

و خلال مراحل التعليم يتعرض الطالب لشتى التفاعلات مع زملائه و مع معلميه و المنزل و المجتمع و يبذل جهداً أكبر لينافس و يسابق زملاءه و بينما يتوالى إلى صعود هذه الفئة من الطلاب على السلم الدراسي نجد البعض غير قادرين على المتابعة أو اللحاق بأقرانهم و نراهم يتأخرون في كل مرحلة و يستوعبون بصعوبة و يتراكم التقصير و التخلف سنة بعد أخرى , فما الذي حصل بعد ذلك ؟‏

ـ إما أن يكمل الطالب دراسته بشكل ضعيف و إما أن يحاول تغيير صفه أو مدرسته أو حتى نوع الدراسة , و إما أن ينقطع عن الدراسة و يتجه نحو الأعمال اليدوية .‏

و من الثابت أن ذكاء الأطفال هو في المعدل بالنسبة لأعمارهم , و أنه من الممكن أن تكتشف هذه الحالات مبكراً و يقدم لها العلاج المناسب ليلحقوا بزملائهم و يتابعوا دراستهم .‏

إن تشخيص ذكاء الانسان عملية دقيقة جداً مبنية على استخدام أدوات اختبار مصممة بدقة كبيرة لتقييم مهارات الانسان بشكل شامل في مجالات عدة و إبراز مواطن قوته و نقاط ضعفه بوضوح و حيادية من خلال التحليل المعمق و الكفء لهذه المهارات حسب معطيات الاختبار يتم استنتاج نسبة ذكاء الانسان .‏

و لكن ما أسباب صعوبة التعلم , هناك عوامل جانبية بديهية تسهم في صعوبة التعلم لدى الطالب , و منها الصف المكتظ بالطلبة و المقاعد الخلفية و توقيت الحصة , و شخصية المعلم و غيرها و يجب معرفة سبب فروق الاستيعاب بين الطلبة مع تكافؤ الظروف المحيطة و تساوي درجة الذكاء و العمر و سلامة الجسم .‏

و لكن إذا وضعنا حلولاً لما سبق و ذكر ما الذي نفعله أمام طفل ذكي و مع ذلك متأخر دراسياً , الاختصاصيون قدموا تفسيراً لذلك و هو وجود مشاكل مثل :‏

مشكلة الانتباه : و هي تركيز انتباهه في كل المثيرات حوله ما يجعل أداءه المدرسي متقلباً و متبايناً للغاية فهو ممتاز اليوم و فاشل غداً .‏

مشكلة الحركة : حيث نراه مشتت الانتباه مع نشاط حركي زائد و تصرفات عشوائية .‏

مشكلة في التعبير و الذاكرة : بعضهم نراه متفهماً للأمور الحياتية من حولهم و لكن لديهم صعوبة في استيعاب و تحليل الأصوات و الإشارات أو التعبير عن حاجاتهم و آرائهم من خلال اللغة .‏

مشكلة التحديد المكاني : أي عدم القدرة على تحديد علاقة الأشياء ببعضها البعض و علاقته هو مع الأشياء من حوله و يخفق في التمييز بين المفاهيم المكانية المختلفة ( فوق – تحت – وراء – أمام – يمين – يسار ) كأن يوقع أشياء عدة على طريقة نحو اللوح بسبب عشوائيته , فتراه غير قادر على تمييز الحروف و التفريق بينها مثلاً لا يفرق بين ( ن أو ب أو 7 أو 8 )‏

و بعد أن عرفنا الصعوبات و الامثلة ... ما الحل ؟؟ ... إن معالجة الصعوبات التعليمية تبدأ من التشخيص الصحيح للمشكلة و التدخل المبكر لمساعدة الطفل بطيء التعلم و العلاج يبدأ من الأهل و ذلك بتوفير الجو المناسب لطفلهم و متابعته و التنسيق مع المدرسة و مراقبته و معرفة ميوله و تقديم الدعم المعنوي لمساعدته و تشجيعه و دعمه في المنزل بدلاً من إحباطه و معاقبته .‏

و من ثم الاستعانة بعلاج تصويب النطق لإعادة تأهيله في القراءة و الكتابة و الاستعانة بالتدريب النفسي _ الحركي لترميم صورة الجسد عند الولد و مساعدته على بلورة تحديد مكاني و زماني سليم . و لا بد من التنسيق التام بين المعالجين و المعلمين و الأهل ضمن أهداف واضحة و موحدة و تشجيع الولد و تحفيزه بالوسائل الملائمة لتصحيح صورته الذاتية و تزويده بالثقة اللازمة لرفع مستواه . و للأبوين أكبر الأثر في توجيه الطفل و تعليمه و متابعة واجباته المنزلية . و التأكد من أنه يفهمها و يتمها بشكل مرض و لا بد من أن نشير إلى درجة ثقافة الأبوين ووجود المواد التثقيفية بالمنزل من قصص و كتب و صور و ألعاب بما يتناسب و سنه و لكل ذلك أكبر الأثر لدفع الطفل للاستفادة بما حوله , و تنمية ملكاته و هواياته و حتى استخراج إبداعاته .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية