|
|
الثورة لإشاعة أجواء التوجس والذعر بين المواطنين بالنسبة لمكانة العملة الوطنية مع الأخذ بعين الاعتبار أن المتضرر بالدرجة الأولى من هذه المسالة هم صغار المدخرين، وفي نفس السياق فقد بدأ التخبط بين أسعار الصيارفة والمضاربين في السوق الموازية نتيجة لحالة الترقب والتوجس التي تعيشها هذه السوق على خلفية مباشرة المركزي لتدخله.
وفي هذا السياق كشف حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة أن مصرف سورية المركزي قد بدأ منذ صباح يوم أمس (الثلاثاء) بالتدخل بشكل مباشر في سوق القطع الأجنبي وفق أساليب المركزي الخاصة غير التقليدية، مع التأكيد على أن المركزي بصدد الإعداد لضوابط مدروسة للتدخل في سوق القطع الأجنبي عبر مؤسسات الصرافة، وفي هذا السياق دعا ميالة مؤسسات الصرافة إلى تقديم تصورها إلى مصرف سورية المركزي بحد أقصاه صباح اليوم (الأربعاء) حول الضوابط اللازمة لعملية التدخل وفق ما ترتئيه آليات عمل السوق وبما يسهم في إعادة الاستقرار إلى سعر الصرف، مجدداً التأكيد على امتلاك مصرف سورية المركزي الإمكانيات والأدوات الكفيلة بإعادة الاستقرار لسعر الصرف عند مستويات مقبولة، وعدم السماح للمضاربين بالاستمرار في خلق الفقاعات السعرية. وفي جلسة تدخل طارئة عقدها مصرف سورية المركزي عصر أمس بحضور ممثلي مؤسسات الصرافة المرخصة العاملة في القطر تمت مناقشة آخر مستجدات سوق القطع الأجنبي والأسباب الأخيرة التي تقف وراء التراجع غير المبرر الذي شهده سعر صرف الليرة السورية، وبهدف اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة ضبط مسار حركة سعر الصرف، حيث أكد المجتمعون على وهمية الأسعار التي يتم نشرها في سوق القطع الأجنبي وأسعار الصرف عبر المواقع والصفحات الالكترونية، مع الأخذ بعين الاعتبار التباين الكبير الذي يسود هذه الصفحات بعضها بين بعض والذي يتجاوز 8 إلى 10 ليرات سورية خلال تعاملات اليوم، الأمر الذي يؤكد عدم مصداقية المصادر التي تعتمد عليها، عدا عن الدور السلبي الذي تلعبه في نشر الفوضى السعرية في السوق، والتي تتيح للمضاربين تحقيق مكاسب على حساب صغار المدخرين، وعليه فقد جدد حاكم المركزي دعوته المواطنين لعدم الانجرار وراء ما تبثه تلك المواقع من أسعار صرف أو أخبار حول مصرف سورية المركزي. ميالة قام خلال جلسة التدخل بشرح مجريات الاجتماع الذي عقده يوم الاثنين (أول من أمس) مع مدراء المصارف المرخصة لتعديل القرارات الخاصة بتعهد قطع التصدير وفق صيغة أكثر كفاءة تتيح تقديم علاوات مجزية للمصدرين،بالإضافة إلى السماح للمصارف المرخصة بالتمويل المسبق للمستوردات إضافة لما كان سائداً من تمويل لاحق، بما يسهم في دعم استقرار المستوى العام للأسعار في السوق. كما عرض ميالة خلال الاجتماع آخر الإجراءات التي نفذها مصرف سورية المركزي على صعيد دعم سعر صرف الليرة السورية من بوابة المساهمة في تحفيز نمو الإنتاج وتدفق السلع في السوق المحلية وتشجيع الإنتاج الموجه للتصدير، حيث كان ابرز ما تم عرضه قرار المركزي الأخير الخاص برفع سقف تمويل إجازات الاستيراد للتجار والصناعيين من 150 ألف دولار أمريكي إلى 300 ألف دولار أمريكي عبر مؤسسات الصرافة بالتوازي مع التمويل الساري عبر المصارف لكافة إجازات الاستيراد، الأمر الذي يستهدف جذب أكبر شريحة ممكنة من التجار والصناعيين للقنوات النظامية للتمويل ، |
|
