تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إرهابي بمرتبة جاسوس

إضاءات
الأربعاء 22-4-2015
أحمد عرابي بعاج

وأخيراً أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها غربلت المرتزقة في المعسكرات التركية المرشحين لوظيفة إرهابي معتدل والتي كان من المعلوم أن عددهم المقترح خمسة آلاف «معتدل»

ليصبح العدد بعد إجراء المسح الاجتماعي والسياسي والأمني للمتقدمين المتحمسين من مختلف العصابات الإرهابية ليصبح العدد المقبول خمسمئة إرهابي مرشح للاعتدال.‏

ولكن واشنطن وجدت لهؤلاء المرشحين وظيفة إضافية هي وظيفة جاسوس يقدم المعلومات للأجهزة الاستخبارية الأمريكية، أي أن تدريبهم القادم لن يكون فقط على كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية، فمعظم الإرهابيين المتقدمين هم بالأصل مدربون لدى الدول الوظيفية على استخدام الأسلحة الأمريكية «غير الفتاكة» ولكنها قاتلة فقط.‏

أما الشق الثاني من التدريب فهو تدريب مخابراتي للعمل على الأراضي السورية وتقديم المعلومات لهم ليس لأنهم أشاوس العصابات الإرهابية، ولكن لأن تكلفة تجسسهم أقل من تجنيد الاحتياطي الأمريكي وأكثر تكيّفاً مع الجغرافيا السورية، والأهم أنهم وقود حرب إذا انتهى بهم الأمر إلى القتل أو الاعتقال فهم مجرّد أعداد لا تعني للأمريكيين أي شيء، ولن يقدموا معلومات أكثر مما يعرفه من يسألهم عنها، فهم ليسوا على صلة بالجيش الأمريكي ولا بمخابراته بقدر ما هم جواسيس باتجاه واحد فقط يقدمون المعلومات ولا يعرفون عن القوات الأمريكية أكثر من الاسم الحركي للمدرب الأمريكي الذي سوف يقوم بتدريبهم على آليات التجسس وتقديم المعلومات ليس إلا.‏

فهنيئاً لهم بهذه الوظيفة لأنهم بذلك أصبحوا زملاء لبعض رؤساء الدول وملوكها وأمرائها في الخيانة وفي التجسس.‏

وفي أول يوم تدريب لتلك العناصر الإرهابية في تركيا ترك الجنرال «ناغاتا» المسؤول العسكري الأمريكي عن تدريبهم منصبه وقد أكد ذلك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية.‏

وقد أعرب السيناتور الأمريكي اليميني «جون ماكين» عن استغرابه من قرار الاستقالة قائلاً: هذه أول مرة أسمع باستقالة مسؤول عن خطة وضعها هو، ليعود الأمريكيون وينفوا قول الاستقالة لاحقاً.‏

بقي أن تعلن واشنطن عمّا آل إليه عمل غربالها في عمّان وجدّة وقَطَر التي تبرّعت بتدريب «المعتدلين» على أراضيها، وما لم يُعلن عنه هو من يتدرب في تل أبيب ويتلقى العلاج والتدريب ليصبح جاسوساً صهيونياً كما قال قادة العدو عن الإرهابيين الذين يتصلون بالعدو الصهيوني من أنهم سيصبحون أعيناً لهم في سورية في المستقبل وأنهم سفراء إقامة العلاقات المستقبلية.‏

فلتنظروا إلى حال تلك العصابات ودورها الذي تعدّى القتل والتخريب إلى العمل التجسسي الذي يتقنه الخونة فقط.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية