|
نافذة على حدث وما يتم التعامي عنه الآن الإرهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة، وعلى رأس دولها سورية والعراق ومصر، ولا أحد من الدول الغربية وأميركا وإسرائيل ومعهم أتباعهم كتركيا ومملكة بني سعود وإمارة آل ثاني، يريد رؤيته طالما بعيد عن شعوبهم، ولطالما هم من يمولون أدواته ويمدونها بالسلاح والأفكار السامة. مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تبدأ أعماله اليوم في العاصمة العراقية، من المفترض أن يناقش مكافحة الفكر المغذي له وتجفيف مصادره، باعتبار أن الإرهاب لم يعد مشكلة عراقية أو سورية، أو حتى يخص دولة بعينها بل أصبح مشكلة وتهديداً عالمياً يتطلب تعاون كل دول المنطقة والعالم لاجتثاث جذوره، وذلك بالإشارة المباشرة والإدانة التامة لأصحاب الفكر المتطرف التكفيري الذين يستميتون لوضع جميع إمكاناتهم ومقدراتهم وقوت شعوبهم لتقويض الأمن والاستقرار في الدول التي تعاكس أهواءهم ورغباتهم. المؤتمر من المفترض أيضاً أنه سيبحث السبل الكفيلة بالتعاون الاستخباراتي بين الأجهزة الأمنية عالمياً، وباقي الدول التي تواجه معركة وجودية مع هذا الإرهاب، ما يعني أن ثمة ضرورة لاستدراك حقيقة واحدة، وهي أنه لابد من تسمية الأشياء بمسمياتها، والنظر بقوة إلى نواة الخطر وتعريف الإرهاب والتفريق بينه وبين المقاومة، وهذا ما دعت إليه سورية قبل سنوات خلت، وكانت أول الداعين لمؤتمر دولي بهذا الخصوص.. سورية التي تعاني من إرهاب سعودي - إسرائيلي - أميركي منظم تنفذه مجموعات من العصابات المجرمة على مدى ثلاث سنوات لم تترك شارعاً أو حياً ولا مدرسة أو منشأة إلا وتركت أثراً وبصمة تخريبية عليها، على مرأى من العالم. ولهذا فإن نبذ الجرائم الإرهابية ومكافحتها وإدانتها، والضغط على الدول الداعمة من أجل وقف ممارساتها تلك، قضية مهمة لعالم يريد نشر العدل والمساواة والديمقراطية بين الشعوب، مع ضرورة التمييز بين النضال الوطني ومقاومة الاحتلال، وعدم خلط هذه المفاهيم مع الإرهاب، وكذلك الإسرائيلي منه، والذي يجب أن يقاوم عالمياً، كغيره من أشكال الإرهاب في مناطق العالم المختلفة. |
|