تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أزمة العالم الأخلاقية

البقعة الساخنة
السبت 23-2-2013
علي نصر الله

التفجير الارهابي الأخير الذي وقع يوم الخميس الماضي في شارع الثورة وسط عاصمة العروبة والكرامة دمشق لا يحتاج الى تعريف أو توصيف لا في السياسة ولا في القانون ولا في الأخلاق ولا في العرف ولا في الشرائع،

فهو عمل ارهابي مدان لا يختلف اثنان على وجه الخليقة في توصيفه، وينبغي ألا يختلف اثنان على وجوب ادانته –في الحد الأدنى– فما هي دوافع الذين لم يدينوا، وما دوافع الذين عطلوا الادانة في مجلس الأمن الدولي، وما الرسائل التي أرادوا توجيهها للمرتكب وللضحايا «الجرحى والشهداء» وللمجتمع الدولي وقواه السياسية والثقافية والاجتماعية الأهلية والحكومية؟!.‏

بالتأكيد لم ينتظر السوريون ادانة أو استنكارا من محور النعاج وامارات النفط والغاز ومشيخاتها المزيفة والمرتهنة للأميركي والصهيوني، لأن السوريين كل السوريين الشرفاء الوطنيين يعرفون أن الجريمة والارهاب المنظم الذي يعانونه هو صناعة صهيونية – خليجية – أردوغانية ، وبالتالي فان عدم ادانة هذه الأطراف لهذا العمل الارهابي الجبان، وان صمت الحكومات في الخليج والغرب وأميركا وتركيا (جوقة العدوان) التي ترعى وتمول وتسلح الارهاب والمجموعات الارهابية المتطرفة في سورية، هو دليل اضافي على تورطها بالدم السوري وعلى ممارستها الارهاب والعدوان على سورية.‏

وعليه فإن دوافع الجوقة اياها في عدم الادانة وفي تعطيل الادانة الدولية لا تخفى على أحد، ولا تهتم أطراف العدوان لأمر اخفائها، وان الرسائل التي أرادت توجيهها تكاد تنطوي فقط على تشجيع الارهابيين على القتل والتخريب والاستخفاف بحياة الناس وممتلكاتهم وحقوقهم وبكل ردود الفعل المستنكرة، والمضي بسياسات العهر والازدواجية التي لن توفر أصحابها والتي سترتد وبالا على الجميع في الغرب والشرق عاجلا أم آجلا.‏

سورية لا تواجه أزمة سياسية ولا اقتصادية ولا مجتمعية، وانما تواجه ارهابا دوليا اجتمع على دعمه وتغذيته شذاذ الآفاق والمتطرفون، غير أن العالم الغربي وبعض الشرق الملتحق به ذيلا قذرا من المؤكد أنه يواجه أزمة أخلاقية عندما يدعم ارهاب اسرائيل المنظم ضد الشعب الفلسطيني، وارهاب الولايات المتحدة والغرب المتصهين في أربع جهات الأرض، وارهاب التنظيمات الاسلامية المتطرفة في سورية والعراق واليمن وليبيا وتونس ومصر، وهو يواجه أزمة أخلاقية عندما يتبنى الارهاب ويتحالف مع التطرف ويغذيه ثم يتظاهر بمحاربته؛ ويرفض في الوقت ذاته الاستجابة لدعوات وضع تعريف دقيق محدد للارهاب.‏

سورية تعرف جيداً الأسباب التي تجعلها مستهدفة، وتعرف كيف ترد على أعدائها؛ وكيف تخرج الذين دخلوا ساحاتها تحت العناوين المختلفة والمتعددة؛ وهي تفعل في هذه الأثناء من خلال طاولة الحوار الوطني من جهة، والتصدي للمجوعات الارهابية من جهة اخرى.‏

سورية حكومة وشعبا وجيشا عقائديا باسلا لن تغير بوصلتها؛ وهي ترسم بارادتها الصلبة خطوط النصر والانتصار على مشاريع الفتنة والتقسيم والتفتيت، واذا كانت يد الارهاب قد أدمت ودمرت في دمشق وحلب ودرعا وحمص ودير الزور، فان سورية باتت قاب قوسين أو أدنى من الحاق الهزيمة الكاملة بمحور الاعتلال العربي؛ ومحور النعاج؛ والمشروع العثماني الجديد، والشرق الأوسط الكبير.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية