تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا تقر بهزيمتها

معاً على الطريق
السبت 23-2-2013م
أحمد ضوا

أتى الرفض الأميركي لبيان تقدمت به روسيا في مجلس الأمن يدين العمل الإرهابي في شارع الثورة - الذي لم يفاجأ به السوريون- ليؤكد جملة من الحقائق حول القيادة الأميركية للحرب العالمية على الشعب السوري، ومهام وأدوار الأدوات والبيادق العربية والإقليمية والأوروبية في هذه الحرب التي سخرت فيها واشنطن جميع وسائلها القذرة.

ومن جانب آخر كشف هذا القرار الأميركي بمنع مجلس الأمن من إدانة تفجير إرهابي أودى بحياة مدنيين بينهم أطفال ونساء، ونفذ على مفترق طرق وفي منطقة سكنية بامتياز كشف حالة التماهي في كل شيء بين الإرهابيين على الأرض السورية، والأجهزة الأميركية التي تتابع أفعالهم وتدعمها وتوفر لها الغطاء السياسي والأرضية اللوجستية عبر وسائلها التقنية التي تغطي العالم، وجاء هذا القرار كنتيجة تعكس هذا الواقع، فمن غير المقبول أن تدين الولايات المتحدة نفسها، فهي شريكة الإرهابيين في الأعمال الإرهابية التي ارتكبوها في سورية.‏

كما يدل هذا الموقف وغيره من المواقف الأميركية السابقة على عدم تورع واشنطن عن استخدام كل الوسائل القذرة، وتسخير جميع المنابر الدولية لتحقيق أهدافها، بغض النظر عن التداعيات الخطرة لها، وخاصة على الأمن والسلم الدوليين.‏

فأميركا بهذا القرار الإرهابي «تشرعن الأعمال الإرهابية عبر مجلس الأمن، وتوجه رسالة لكل أدواتها الإرهابية في العالم -وهي كثيرة- للتصرف وفق مضمون هذا التوجه».‏

وكذلك هذا القرار الأميركي هو رسالة للإرهابيين في سورية بارتكاب المزيد من هذه التفجيرات، خلافاً لكل مزاعم إدارة أوباما بالحرص على الشعب السوري الذي تستهدفه هذه الأعمال الإرهابية.‏

وأيضاً هذا الموقف الأميركي هو بمنزلة إلغاء لمجلس الأمن، وتجاهل لقوانين مكافحة الإرهاب، ورسالة صريحة لكل التنظيمات الإرهابية في العالم - سواء الناشط أو النائم منها- للتحرك تحت الغطاء الأميركي، وخلق فوضى عالمية، بهدف منع مشاركة أحد لأميركا في الزعامة الدولية.‏

إن الرسالة الأميركية ليست موجهة فقط للساحة السورية إطلاقاً، ولو أن الأمر كذلك لكانت أميركا تفاوضت مع روسيا حول هذا القرار، أو على الأقل أخذت رأي أدواتها الأوروبية التي كانت حتى قبل قليل من طرح روسيا البيان على المجلس موافقة على إدانة العمل الإرهابي في شارع الثورة بدمشق، ما يؤكد أن أميركا بهذا الموقف تخير مجلس الأمن بما يمثله بين الحفاظ على موقعها المتسلط على العالم، وبين تعميم الإرهاب فيه عبر خلاياها الإرهابية والقوى التي ترعاها، سواء في الشرق الأوسط أو خارجه، والمستهدف الأكبر في هذه السياسة هم العرب أولاً، والعالم الإسلامي ثانياً، ورسالة الإسلام عموماً.‏

إن رسالة إدارة أوباما للإرهابيين في سورية يجب أن يتلقفها الشعب السوري بكل مكوناته، وعلى اختلاف مواقفه السياسية بذكاء ووعي وطني، وإدراك لأبعادها الخطرة، والتصرف على هذا الأساس هو الفيصل في إبطال مضمونها الإرهابي، أو في إفساح المجال له لا سمح الله.‏

الوقائع على الأرض وثبات وصمود الشعب السوري، تبعث على التفاؤل والأمل الكبير والثقة بأن السوريين لن يمنحوا أميركا أي فرصة لاستعادة أنفاسها، فهي تحتضر وفي الرمق الأخير، ورسالتها الصريحة للإرهابيين دليل عجز واعتراف بالهزيمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية