|
السبت 23-2-2013م حيث استفاد هذا الحزب من فقاعة النمو الاقتصادي المرافق لتوليه السلطة في تركيا و ساعده في ذلك ضخ الأموال من دول الغرب الذي أدى إلى طفرة رفاه اجتماعي شكلت له أرضية اجتماعية مناسبة لتمرير سياساته..... أو بالأحرى سياسات الغرب من خلاله. والمؤكد أن كل تلك المساعدات الغربية ليست موجهة لحزب العدالة والتنمية أو لتركيا بلا ثمن وإنما تأتي كطريقة لتجميل وتصدير النموذج الإسلامي التركي وتعميمه على منطقة الشرق الأوسط والدول العربية بشكل خاص للدخول من خلاله إلى المنطقة العربية و الدول الإسلامية وتمرير سياساتها كما تريدها أن تكون. فتركيا في عهد حزب العدالة و التنمية لا تعمل منفردة أو من خلال برنامج سياسي تحمله وتقدمه للشعب التركي, إنما تعمل ضمن مشروع إقليمي تسعى إلى جعله يتقاطع مع المصالح الغربية ويلبي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ويفتح الطريق أمام زعامة هذا الحزب لتحقيق مصالحه ونفوذه ويعيد إنتاج الإمبراطورية العثمانية بشكل حديث يقوم على بسط النفوذ والتدخل في الشأن الداخلي لدول المنطقة ويجعل منها ذراعاً لتنفيذ سياساتها ويكون أداة للتدخل الغربي في المنطقة، و يلتقي في ذلك التوجه مع التنظيمات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، والذي يهدف من خلال تحالفه معها إلى قلب الأوضاع السياسية في الدول العربية والإسلامية بأي وسيلة متاحة وبالشكل الذي يخدم مصالحهما مجتمعة ويحقق أهداف الأطراف الخارجية الداعمة والمنتجة لهم, وبذلك تتلاقى السياسة الأمريكية في المنطقة مع تركيا حزب العدالة والجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين بمسميات أحزابها المختلفة والتي لديها أهداف تتقاطع مع مصالح هذه الأطراف وتلك الدول وتصب في نهاية الأمر في مصلحة المشروع الأمريكي في المنطقة. وبالنتيجة فإن الدور الذي تلعبه تركيا «حزب العدالة والتنمية» يتدنى إلى الدور الفضيحة و هو بذلك لا يمكن أن يكون إنموذجاً في منطقة لها تاريخها و حضارتها و قوامها الذي عمره آلاف السنين، و ما يحدث الآن في المنطقة لا يتعدى فقاعة تاريخية تمر على الدول العربية كما مرت سابقاتها عبر عصور غابرة عرفت من خلالها تدخلات كثيرة و سوف تنتهي كما انتهت غيرها بانتصار الشعوب أصحاب الأوطان وانتصار الفكر المنفتح المتنوّر على الفكر الظلامي و مسوّقيه ومروّجيه و المستفيدين منه مؤقتاً. |
|