|
دمشق
والإسلام بريء من أعمالهم التدميرية الإجرامية، واليوم بات شعب سورية العظيم بأطيافه وشرائحه أكثر ادركاً لحقيقة هذه الأعمال الإرهابية التكفيرية، وإن ما يحدث بسورية هو لإضعاف مواقفها الثابتة في وجه المؤامرات التي تحيكها أميركا وإسرائيل والدول الغربية، ومن يعمل على تنفيذ مخططاتهما من عربان الخليج ممن كنا إلى الأمس القريب متفقين معهم على المحاربة في خندق واحد ضد الكيان الغاصب لنعيد الوطن المحتل إلى أصحابه والحقوق إلى ملاكها، ولكن هذا الشعب سيبقى على وعيه وصموده ومواقفه من اتحاد للكلمة رغم كل التضحيات التي يقدمها بدماء أبنائه، فرحمة وسلام على أرواح هؤلاء الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض الوطن، وفي هذا الإطار أقيمت أمس صلاة الغائب بجميع المساجد في سورية على أرواح الشهداء الذين قضوا في التفجير الإرهابي الذي وقع بدمشق أمس الأول وذلك عقب صلاة الجمعة.
وندد خطباء المساجد بهذا التفجير الإرهابي الذي ذهب ضحيته عشرات المواطنين مؤكدين أن ما تقوم به العصابات الإجرامية ينافي ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والقوانين الوضعية وأن الإسلام بريء من هذه الأعمال التدميرية الإجرامية التي تستهدف أمن الوطن والمواطن والوحدة الوطنية واستقرار البلاد. بدوره لفت وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في خطبة الجمعة إلى أن شعب سورية بكل أطيافه وشرائحه أدرك حقيقة هذه الأعمال الإرهابية التكفيرية ومن يقف وراءها وغدا الآن وأكثر من أي وقت مضى مصمماً على دحر هذه المؤامرة ومن يقف وراءها من أعداء العروبة والإسلام. ودعا الدكتور السيد إلى التصدي للمؤامرة التي يتعرض لها شعبنا ووطننا من خلال نشر الوعي واجتماع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ كل أشكال العنف والطائفية والتفرقة والتطرف وأعمال القتل والتخريب مؤكداً أن السوريين بفضل وعيهم ووحدتهم وتمسكهم بالثوابت الوطنية قادرون على دحر المتآمرين وتحقيق النصر. وأشار الخطباء إلى أن أهداف التفجيرات الإرهابية باتت مكشوفة وهي ثني سورية عن مواقفها الثابتة في وجه المؤامرات التي تحيكها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ومن يعمل على تنفيذ مخططاتهما مؤكدين أن سورية تقدم أرواح ودماء أبنائها ثمنا لتلك المواقف. ولفت الخطباء إلى أن سورية مستهدفة بنسيجها الوطني والاجتماعي والديني بشكل رئيسي من أطراف وجهات خارجية لزعزعة اللحمة الوطنية ولدورها الوطني والقومي الرائد في الدفاع عن حقوق الوطن والأمة. ودعا خطباء الجمعة علماء الأمة قاطبة إلى الوقوف ضد الفتاوى التحريضية والتكفيرية التي تصدر من هنا وهناك والتي تبيح للتنظيمات الإرهابية القتل والتدمير والتخريب. وأكد الخطباء «أرادوها فتنة لكن شعبنا أفسدها بوعيه ووحدته ولحمته الوطنية ومن خلال التفافه حول قيادته.. وأرادوها خراباً فعاشها شعبنا سلماً وأمناً وإصلاحاً» وستبقى سورية الدولة العصية على أعداء العروبة والإسلام. العلامة البوطي: محاربة الإسلام باسمه لون جديد وخطير من جهته أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن قضاء الله المبرم سيأخذ بنواصي الظالمين والطغاة الذين خططوا ونفذوا التفجير الإرهابي الذي وقع في دمشق أمس الأول وسيحيق بلاء الله بالظلم والفجور استجابة لأدعية المظلومين التي ترفع له سبحانه وتعالى مبيناً أن أجل الله لا يتبدل بواسطة، أياً كانت الأسباب، فالحوادث أياً كانت هي التي تخدم قضاء الله المبرم وليس العكس. وتوجه العلامة البوطي خلال خطبة الجمعة أمس إلى أسر الشهداء والضحايا قائلاً: «إخواننا الذين استقلت بهم رحمة الله عز وجل والذين سبقونا إلى مكرمته ومغفرته.. الأسر المنكوبة بفضل أهليهم أو أولادهم أو أزواجهم أو أقاربهم، أقول لهم بحق قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم فلن يرحل الإنسان من هذه الدنيا إلا في الميقات الذي قضاه الله عز وجل له لأنه مسبب الأسباب.. وسيتقاضى الظالمون الذين فعلوا وسببوا أشد النكال من الله عز وجل في الدنيا وأضعاف ذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين». وأكد البوطي أن دول الجوار أجمعت على تجاهل النداء الإنساني وعلى تمزيق الأخوة الإسلامية وإننا نسألهم عن سبب تحولهم المفاجئ عنا إلى العدو الذي كنا إلى الأمس القريب متفقين على محاربته في خندق واحد لنعيد الوطن إلى أصحابه والحقوق إلى ملاكها فما كان منهم إلا الهزء والسخرية من سؤالنا. وأضاف البوطي: نحن الآن من هذه الأزمة في المرحلة النهائية التي تستبطن دعوة متكررة من الله تخاطب كل واحد فينا بدءاً من القيادة إلى القاعدة الشعبية بأن نعود إلى الله للالتجاء الصادق متسائلاً «ما ذنب الأسر القابعة في بيوتها والأطفال في مدارسهم والعمال في معاملهم والناس الذين يسعون ليعودوا برزق إلى أهاليهم وأولادهم لترسل إليهم حمم الموت من قبل من يحارب النظام بهدف محق هذه الأرض المباركة بكل من فيها وهذا سؤال طرحناه ولكن ما من مجيب... الجواب يأتي من عند الله إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وما النصر إلا من عند الله». وحذر العلامة البوطي من أن محاربة الإسلام باسمه هو لون جديد وخطير من ألوان محاربة هذا الدين فهناك أناس يفكرون بأن هذه الأزمة إذا انتهت ينبغي أن نستعلن الدولة اللادينية البعيدة عن الهيمنة الإسلامية والدينية بكل معنى الكلمة وذلك كرد فعل تجاه أولئك المرتزقة الذين يعلنون فيما يزعمون أنهم يريدون إقامة الخلافة معتبراً «أن شر ما ينبغي تصوره من حرب كائدة للإسلام هي تلك الحرب المقنعة باسم الإسلام». وطالب البوطي جميع الناس وخاصة التائهين بالتوبة النصوح إلى الله سبحانه وتحريك الألسنة بالاستغفار له تعالى والاصطلاح معه متضرعاً لله سبحانه وتعالى ليكشف عن بلادنا هذه الأزمة ويبدد سحابة هذه الفتنة وأن يرينا من هذه المصيبة الخير ويرفع غضبه عن بلادنا وأن يوجه قلوب الناس للعودة له سبحانه.. وأن يطهر الله الرحمن بلدنا من كل من يريد سوءاً بدينه أو دنياه وأن يكف أيدي الطغاة والبغاة والمارقين عن الأبرياء المظلومين وأن ينتقم للمظلومين. وقال البوطي: «سألتك يا رب بدموع الأطفال الذين يتموا وبأنين الأطفال الذين هم بين الموت والحياة وبالآباء والأمهات وبالثكالى وبدموع ودماء المظلومين إلا حققت رجاءنا واستجبت دعاءنا وإننا ندعوك دعاء من يثق بأنك استجبت ونحن موقنون باستجابتك أن تعجل بالفرج بعد هذه الشدة وباليسر بعد هذا العسر». |
|