تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كي لاتخسروا .... أريحوا أنفسكم من مجاراة أولادكم لأولادهم

اقتصاد الأسرة
الأربعاء 2/5/2007
نيرمين خليفة

على الرغم من أن الأكثرية من معارفي وأصدقائي وأقاربي من أصحاب ذوي الدخل المحدود إلا أن معظمهم قد سجلوا أولادهم بمدارس خاصة لايخفى على أحد ارتفاع أقساطها السنوية إلى حد غير معقول ولاتتناسب حتماً مع دخولهم الشهرية

الأمر الذي يضطرهم إلى الاستدانة من هنا وهناك لدفع القسط الدراسي المتوجب عليهم كاملاً أو على دفعتين وبعد ذلك يقتروا على أنفسهم وأسرهم بالاستغناء عن بعض الاحتياجات ليتمكنوا من سداد هذا الدين ومايلبث أن يأتي العام الدراسي الجديد وهكذا وكانت حجتهم في ذلك قبل سنوات أن المدارس الخاصة تعلم اللغة الانكليزية من المرحلة الابتدائية ولكن وبعد أن أصبحت اللغة الانكليزية تعلم في المدارس الحكومية من المرحلة الابتدائية إلى جانب الفرنسية تحولت حجتهم إلى أن التعليم في المدارس الحكومية سيئ إلى جانب الانفلاش والاهمال في التربية وكأن المدارس الخاصة ليس فيها انفلاش أو اهمال والتعليم فيها جيد جداً لدرجة الطلاب يحتاجون لأساتذة خصوصيين كما نسمع ونرى تماماً مثل طلاب المدارس الحكومية الذين تضطر صعوبة المناهج وحجمها وحشوها الأهالي إلى الاستعانة بالأساتذة الخصوصيين متناسين وجود أطفالهم بجانب بعض الأطفال الذين تربوا على أيدي خادمات من جنسيات مختلفة اكتسبوا وتعلموا منهم الكثير من الصفات والعادات السيئة والأهم من ذلك ما يلبسونه من ثياب فاخرة ومستوردة ومايقتنونه من حاجيات ومواد دراسية وألعاب غالية الثمن ومايصرفونه من نقود لشراء المآكل والمشارب من بوفيات المدارس أمام عيون أطفالهم الذين يحاولون تقليدهم بالضغط على أهاليهم لاعطائهم المزيد من النقود ويتحملون فوق طاقتهم إذا أعطوهم مايريدون وإذا لم يعطوهم لايعرفون عواقب مايحصل فلماذا لايريحوا أنفسهم من مشقة توفير القسط السنوي الكبير ومن عناء مجاراة أولادهم لأولاد ولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب وهذا حظهم في الحياة بأن يسجلوا أولادهم بمدارسنا الحكومية التي برأي الكثيرين جيدة تمتاز بوجود أساتذة ومدرسين قديرين علموا وأسسوا أجيالاً تخرج من الجامعة منهم الأطباء والمهندسون والصيادلة والمحامون ولايمكننا أن ننكر وجود أعداد كبيرة من المتفوقين والأوائل في المرحلتين الاعدادية والثانوية في المدارس الحكومية ونسبتهم تفوق بكثير النسبة في المدارس الخاصة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية