|
اقتصاد الأسرة في دخل الأسرة وخاصة في أيام العطل المدرسية على اعتبار هؤلاء الأطفال في مجتمعنا ملزمين بالتعليم الإلزامي, فبدلاً من أن يقضي الأطفال أيام العطل المدرسية والعطل المرحلية والانتصافية وعطلة الصيف في النشاطات التعليمية والترفيهية التي تزيد مهاراتهم وثقافتهم وتكشف ميولهم, يجب عليهم مزاولة أعمال تعود بالفائدة الاقتصادية على أسرهم مهما كان نوع العمل, إن كان وقوفاً على قارعة الطريق بجوار ميزان...أو أعمال تنظيف لواجهات السيارات العابرة...أوصانع أو أجير في المحلات التجارية..أو عند النجارين والحدادين...وأمثلة كثيرة متوافرة في مجتمعنا..بل ومجتمعاتنا العربية.. إلا أن أخطرها الهجرة والتهريب بين الدول العربية ذاتها..وخير مثال أولئك الأطفال الذين يهاجرون للعمل من اليمن إلى المملكة العربية السعودية في ظروف قهرية حقيقية من حيث الأوضاع المعيشية وملاحقة رجال الأمن لهم, بل وحتى ملاحقة الطبيعة القاسية لهم من حيث اضطرارهم للنوم في الخلاء وتعرضهم لأنواع من الحشرات والزواحف السامة كالأفاعي والعقارب, وبعض من لصوص الطرق. والملفت للنظر أن اليمنيين انتبهوا لهذه الظاهرة وعملوا على معالجتها بطرق ذكية حيث قامت إحدى الشركات بإنتاج أفلام من الرسوم المتحركة برسوم جميلة جدية ممتعة لجذب الأطفال تبث على شاشات التلفزة وتحمل في طياتها علوماً تثقيفيةً للأطفال بل ولذويهم أيضاً...كما تؤكد على المخاطر التي تحيط بالأطفال أثناء هجرتهم في الصحارى بحثاً عن العمل وما يتعرضون له من ويلات قد تودي بحياتهم. ومهما تكن هذه المحاولة جادة في حل الأزمة الحقيقية لعمل الأطفال القاصرين, إلا أنها تبدو موجهة إلى الأطفال أكثر مما هي موجهة إلى أولي الأمر من رجالات الاقتصاد وأصحاب القرار, الذين ربما عجزوا عن وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة ومع ذلك فهذه الرسوم الكرتونية الممتعة قد يكون لها أثر بليغ في نفوس الأطفال وبالتالي تعمل على إرشادهم نحو طريق الصواب. التجربة في معالجة هذه الظاهرة فريدة وجميلة, والأجمل من ذلك أن نراها في جميع البلدان العربية حيث تتكاتف شركات الإنتاج التلفزيونية والسينمائية لإنتاج رسوم متحركة وأفلام موجهة للأطفال تحمل الفائدة والمتعة معاً..وصحيح أن هذا النوع من الأفلام يتطلب الكثير من المال والجهد, والذي لا يصعب على الثراء العربي الذي له سمعته في العالم بل وحتى في الأفلام العالمية..!! |
|