|
مجتمع الجامعة يعد الطب البيطري ركيزة أساسية من ركائز التطور الطبي التعليمي في سورية, ونستغرب اليوم بعد ما وصلت إليه هذه المهنة أن يسارع بعض السادة الصحفيين الى الانتقاص من أهمية الطب البيطري بشكل مباشر أو غير مباشر فيعتبرون مثلاً تدريس أطباء بيطريين لمقررات في الطب البشري أمراً مستهجناً ومستغرباً ويؤثر على سمعة الأطباء البشريين وكليتهم علماً أنه لا يوجد في التاريخ تقسيم للطب حتى بدايات القرن التاسع عشر حيث وضع تقسيم سياسي ليس له علاقة بالعلم فالطب واحد والعلوم الطبية واحدة. ويؤسفنا أن تكون آخر هذه الاتهامات واردة في المقالة التي نشرتها جريدتكم في الصفحة التاسعة عشرة من العدد 13297 تاريخ 29/4/2007 تحت عنوان (كلية الطب البشري في جامعة البعث دون مشفى) حيث ذكرت الصحفية سهيلة اسماعيل أن وجود أطباء بيطريين ضمن الكادر التدريسي للكلية أمر يثير الاستهجان والاستغراب وهو ليس لصالح الكلية وسمعتها حسب رأيها علماً أن من أهم أسباب تطور تدريس الطب وطب الأسنان والصيدلة في الجامعات السورية خصوصاً وجامعات العالم عموماً هو مساهمة أساتذة الطب البيطري في العلوم قبل الإكلينيكية في تدريس السنوات الأولى من هذه الكليات حيث ساهمت كلية الطب البيطري بجامعة البعث في تأمين الكادر التدريسي في جامعات حلب ودمشق وتشرين والبعث والقلمون وحملت على عاتقها أعباء كبيرة على حساب طلابها في تأمين هذا الكادر الفني الضخم في مجال علم وظائف الأعضاء وعلم الحيوان والتشريح والنسج والجنين والكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا المرضية ورغم ذلك نفاجأ بعبارات استهجان واستغراب بدلاً من شهادات التقدير التي كان من المفروض أن ينالها هؤلاء الأساتذة. أريد هنا فقط أن أوضح الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية في مجال تقدير مهنة الطب البيطري ففي ألمانيا مثلاً يتنافس الطلاب على الدخول في كلية الطب البيطري ويكون نصيب من لا تتاح له هذه الفرصة الدخول في الكليات الطبية الأخرى ويشرف على أهم مراكز البحوث البشرية أطباء بيطريون مثل البروفسور لودفج الذي ترأس قسم الفيروسات في مؤسسة روبرت كوخ العالمية سنوات طويلة وهو أستاذ الفيروسات في كلية الطب البيطري في جامعة برلين الحرة والبروفسور كروز كلوس الذي ترأس المركز الاتحادي لصحة الغذاء في ألمانيا وهو طبيب بيطري وغيرهم كثر ليس في ألمانيا فحسب بل في جميع دول العالم المتطور. لذلك أرجو التكرم في نشر هذا الرد في صحيفتكم الموقرة إنصافاً لهذه المهنة النبيلة التي تعنى ليس فقط بصحة الحيوان بل بصحة الإنسان والبيئة وأكبر مثال على ذلك ما قام به الأطباء البيطريون وخصوصاً في كلية الطب البيطري بجامعة البعث من جهود كبيرة في توعية الناس واتخاذ كافة الاجراءات لمنع دخول الأمراض الخطيرة التي هددت العالم منذ نهايات القرن الماضي كجنون البقر وانفلونزا الطيور وغيرها وما قدمه الطب البيطري في مجال الطب المقارن من خدمات جليلة لفهم آليات أهم أمراض العصر كالسرطانات والايدز والسكري والأمراض القلبية الوعائية وتناذرات وغيرها عن طريق اعتماد نماذج حيوانية في دراسات هذه الأمراض من أجل ايجاد أفضل طرق المعالجة والوقاية التي جعلت فترات تطوير هذه الأدوية واللقاحات قصيرة جداً إضافة الى تجريب كافة الأدوية والمداخلات الجراحية على الحيوان قبل تطبيقها على الإنسان وذلك كله من أجل رفاهية البشر وعدم اخضاعهم لتجارب فاشلة أثناء تطوير طرق المعالجة والوقاية الطبية واعتمادها. شاكرين اهتمامكم مع فائق الاحترام والتقدير. عميد كلية الطب البيطري الدكتور دارم طباع |
|