|
ثمَّ إنَّ ياإلهي ,مازال هناك من يأمل.. صحيح أننا محكومون بالأمل, لكن هذا لايعني بالضرورة أن يسكننا, جورج سارة من النوع الذي يسكنه الأمل.. على الأقل هكذا أتخيله ,ورغم أنني لم ألتقه يوماً لكنني أشعر برابط صداقة بيننا ولأسباب كثيرة منها أنني أشعره من السلالة التي لاتنتهي, سلالة الأمل الذي لايموت والحلم الذي لاينكسر.. في مبنى الصحيفة عندما أخبرتهم عن رسالة المعايدة بالأول من أيار اكتشفت أن الرجل أرسلها لأكثر من واحد.. يعني هو استيقظ في الأول من أيار وسعى لإيقاظ الأمل والحلم فينا.. أو فيمن عرف أن ثمة مايعنيه في هذا اليوم الذي هو بجد غير عادي. هذه مقدمة شكر ليس على إيقاظي بمعايدة الأول من أيار بل لأن الرسالة أكدت هواجس صغيرة عندي, بأنه من المعيب لقلمي أن يمضي عليه الأول من أيار كيوم عادي. لنا واقعنا اليوم.. ولنا تاريخنا أيضاً.. ونحن كبلد وكشعب جديرون فعلاً بأن نكون معنيين بالأول من أيار .. طبعاً أنا لا أنفض فكري أبداً , من أولئك الذين سقطوا يوماً في شوارع شيكاغو ليخلدوا بدمهم رايات الطبقة العاملة.. لكن.. لي الحق أيضاً أن أقول وفقاً لتاريخنا وواقعنا: إن الأول من أيار يوم عيد وطني لنا.. لقد أبكرت الطبقة العاملة السورية ( نسبياً) على تأكيد وجودها السياسي إضافة إلى ريادة دورها الاقتصادي والاجتماعي.ولم تغب أبداً عن مسرح الأحداث السورية..ويخطيء من يظن أن الدور العمالي السياسي الاقتصادي الاجتماعي يتراجع إن تراجع دور القطاع العام?!الحقيقة غير ذلك.. في العام للعمال دور إداري يجب أن يكون.. في الخاص للعمال دور نقابي رقابي نضالي يجب أن يكون.. في العام والخاص - في العمل الوطني الاقتصادي خصوصاً - يشكل العمال الأداة الأهم إن صحت النوايا وصحت العزائم لمنع الفساد ومقاومة التردي الإداري. ثم بعد ذلك كله ما الذي يؤكد دقة التوجه إلى تراجع القطاع العام..?! أنا لا أتصوره توجهاً دقيقاً.. إذا كان ثمة شعور بأن الصخب من حول الطبقة العاملة قد انخفض بعض الشيء.. فإن ذلك ليس-وبالتأكيد- مؤشر تراجع دور الطبقة العاملة السورية.. إنها تمضي إلى الأمام بمسيرتها الجبارة.. التي ترسم المقولات وتعدل الأفكار.. وتؤكد أن الزلازل التي حدثت هنا وهناك.. لاتنفي بالضرورة صوابية الفكرة.. أيها العامل القوي في حقول قريتنا.. انقل عني هذه التهنئة بالعيد إلى كل رفاقك في كل وطنك في كل طبقتك في كل العالم. a-abboud@scs-net.org |
|