تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاعرنا.. كيف نضبطها ونستثمرها بالشكل الأمثل..؟

مجتمع
الثلاثاء 26-1-2016
فردوس دياب

كيف نضبط مشاعرنا امام الاخرين وخاصة امام أطفالنا وابنائنا؟.. سؤال يتردد كثيرا على ألسنة الكثير من الآباء والامهات في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون

والتي لاتزال متخمة بالوجع والحزن والالم، انطلاقا من حقيقة علمية نفسية تؤكد الأثر الكبير لتداعيات وارتدادات ردود الفعل التي يظهرها الاهل على الأبناء وخاصة ان كانوا صغارا في العمر.‏

فكثير من الآباء والامهات باتت العصبية والإحباط والوجع الناتجة عن هموم ومتاعب الحياة التي افرزها الإرهاب، باتت المسيطر الوحيد والمؤثر الكبير على سلوكهم وصيرورة حياتهم اليومية بشكل عام، وهذا بالضرورة سيؤثر على افراد الاسرة وسلوكهم وتصرفاتهم بشكل كامل سواء اكان ذلك بشكل مقصود او غير مقصود، فعدوى الإحباط والتشاؤم لاتحتاج الى بيئات حاضنة لتنتشر وتنمو، بقدر ما تنتقل بشكل صامت ودون ان يشعر الاخرون بها حتى تصل الى مرحلة خطيرة يصعب معها العلاج او التخلص منها حيث تصبح بالنسبة للفرد الحاضن لها احد الخصال والطباع التي تسكن شخصيته وتطبعها وتميزه عن غيرها.‏

السيد أبو احمد (موظف في وزارة المالية) قال: ان هموم الحياة واوجاعها واعباءها الكبيرة التي خلقها الإرهاب قد اوصلتني الى حالة صعبة من الإحباط والتشاؤم والشرود المستمر وهذا ما لاحظه الكثير من الزملاء في العمل والجيران في الحي الذي اقطنه، وجميع افراد اسرتي الذي لم يعد يجرؤون على الحديث معي بسبب عصبيتي و احباطي الذي بدأ يتسلل اليهم الواحد تلو الاخر ودون ان يشعروا.‏

بدورها السيدة ام ماهر قالت: انه ورغم محاولاتها الكثيرة لإخفاء احباطها ووجعها الكبير من تلك الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن الا انها لم تستطع ان تخفي ذلك عن زوجها وابنائها الذين باتوا يضجرون ويتململون من سلوكها وتصرفاتها التي تتقاطع جميعها عند السوداوية والتشاؤمية التي ارخت بظلالها السوداء على جميع افراد الاسرة.‏

الحوار وسيلة فاعلة‏

وهذا الامر يوجب على الكثير من الاهل اتخاذ كافة التدابير والاجراءات اللازمة للتحكم بمشاعرهم وضبطها واحتوائها امام الاخرين وبالأخص امام ابنائهم، والعمل على استثمار تلك المشاعر والاحاسيس بالشكل الأمثل والايجابي الذي يحصن الأطفال من انتقال عدوى الإحباط والتشاؤم والحزن الى داخل نفوسهم وسلوكهم.‏

ويلعب الحوار مع شريك الحياة او مع الأبناء اذا كانوا شبابا دورا مهما في التخفيف من الضغوطات، وهو وسيلة فاعلة للتحكم بها واستثمارها بشكل إيجابي وحسن، كما يمكن التحكم بالمشاعر والاحاسيس (إدارة الذات) من خلال مايسمى بالذكاء الوجداني والعاطفي الذي يملكه الانسان بشكل عام، فالتحكم بمشاعرنا وانفعالاتنا يبدأ من محاولة السيطرة على ردات الفعل المختلفة عبر استخدام الذكاء العاطفي الذي يعني القدرة على التعرف على الانفعال وتسميته وتفسيره،لانه إذا تعرفنا على حقيقة مشاعرنا استطعنا توجيهها وتغييرها نحو الافضل كتغيير الحزن الى فرح وتغيير التشاؤم الى تفاؤل، وخاصة داخل الاسرة لما لذلك من اثر كبير عليهم، وخاصة الاطفال الصغار منهم لان من شأن ذلك أن يريحهم نفسيا ويبعد عنهم القلق والتوتر، ويزيد ثقتهم واطمئنانهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية