|
مجتمع وهذه المرة كانت الوجهة مضايا تلك البلدة الوادعة , ذات الطبيعة الخلابة والهواء النقي والتي كانت في الزمن الجميل مقصد السوريين للترويح عن النفس والراحة من عناء العمل في المدينة .. عادت الآن إلى الواجهة في زمن حرب شرسة تخوضها سورية منذ خمسة أعوام ولكن على شاشات القنوات المعادية.... قنوات البترو دولار ..ولغاية قذرة كعادتها وهي تشويه كل الجهود المبذولة من أجل إعانة تلك البلدة كما غيرها من البلدات والمناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المسلحين . الحقيقة.... الساطعة مباشرة على الهواء تنقل المحطة الإخبارية من مضايا عن وصول قوافل المواد الغذائية والطبية إلى البلدة التي الآن موضع اهتمام و محور وسائل الإعلام المعادية عن انتشار الجوع بين السكان وتصوير الناس على إنهم هياكل عظمية من شدة الجوع ..متهمة الدولة السورية في هذا الوضع الإنساني السيئ , إلا إن وجود كاميرات لقنوات محلية عربية وإقليمية تصور داخل تلك البلدة وعلى ارض الواقع و إجراء مقابلات مع الناس وأهالي تلك البلدة يتكلمون فيها عن الأوضاع التي وصلت على حد الهاوية وهم يهدمون تلال كذبهم الناتجة عن سيطرة المسلحين على كل المواد الغذائية التي وصلتهم عن طريق منظمة الهلال الأحمر السورية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للإغاثة من قبل الحكومة السورية ومن ثم استعمالها كورقة ابتزاز للأهالي حيث يبيعونها لهم بمبالغ خيالية لا يقدرون عليها كما قالت إحدى المواطنات بان كيلو الأرز يباع بمبلغ 100000 ليرة سورية واحدى المواطنين يشتري الحليب ب 90000 ليرة سورية عدا عن الزيت الذي يباع الليتر منه ب 5000 ليرة سورية وقس على ذلك باقي المواد الأساسية وهذا يعني وقوعهم بين فكي كماشة إما بالموت جوعا أو حمل السلاح إلى جانب العصابات الإرهابية , وأحلاهما مر ..., معادلة قد تبدو سهلة بالنسبة لتلك العصابات التي لاتعرف حلالا ولا حراما , والتي لا تعرف ضميرا ولا وجدانا , أنها فقط ترى مصالحها ولو كانت على دماء الأبرياء من أهالي المنطقة التي يسيطرون عليها . حبل الكذب ... قصير صورة تكررت عبر سنوات الحرب الخمسة تلتقطها المحطات المعادية وتبدأ بابتزاز عطف ودموع المجتمعات الدولية ناشرة صور مفبركة تلتقطها من هنا وهناك وقد فندت المحطات تلك الصور فإحدى هذه الصور أخذت من اليمن وبعضها من السودان والبعض الآخر من مخيمات الأردن وحتى من متسولين في شوارع من مدن أوروبية, فما أسهل الكذب في سبيل أن تسير مصالحك وتقوم بتحقيقها.. هناك أمثال هؤلاء المسلحين في حياتنا اليومية العملية والمعيشية ..هناك من يأخذ الكثير ويرمي بالقليل... ففي كل زمان ومكان يوجد من يستغل الآخرين ..تعبهم وجهدهم غير آبه بمشاعرهم وكدهم الذي يقومون فيه تاركين الفتات للآخرين ليبقى راضيا.. وتبقى أمام عينيه غشاوة حتى لا يرى ما يعمل به الآخر ولكي لا ينبس ببنت شفة مطالبا بحقه... فهو ككل العمال الذي يعملون في القطاع الخاص بإحدى المعامل يعاني كما الكثير من أمثاله إلى جانب قلة الاحترام والتقدير له ,كذلك فهو مستغل من قبل رب عمله الذي يأكل جهده أمام عينيه ولايستطيع أن يفتح فمه خوفا من خسارة عمله وبالتالي لقمة عيشه التي يطعم منها عائلته , فهو يعمل من الصباح إلى المساء وفي ظروف سيئة في إحدى المعامل المنتجة لأحد المواد الغذائية فهو بالكاد يحصل على أجره كاملا غير منقوص , وليس هذا فحسب فالعامل له الحق بالتسجيل في التأمينات ولكي يحصل عليه تقبيل الأيادي...والكثير من القطاعات الخاصة يعاني من الاستغلال فالكل ذئاب يحاولون النهش في جسد العامل والتقليل من العمل الذي يقوم فيه ...وهذا يندرج حتى في بعض المؤسسات العامة الأخرى حيث تبقى هذه الفئة تتغذى على امتصاص دماء الآخرين كالنباتات الطفيلية التي تنمو على حساب غيرها من النباتات فتستولي على غذائها لكي تكبر ... نريد العدالة في بلدنا سورية التي غابت عنها عبر سنوات الحرب في أغلب مناحي الحياة والتي طالت حتى أسر الشهداء ولاسيما الزوجة التي يستشهد زوجها في الحرب فيستغل أهالي الزوج عوزها إلى بيت أو أي شيء يعينها مع أولادها ويقومون بالتنكر لها والأمثلة كثيرة على ذلك فكانت تلك السيدة واحدة من المئات مثلها قد استشهد زوجها في تلك الحرب الغادرة وعندما أرادت أن تعيل ابنتها الصغيرة حرمت عليها وتنكر أهل زوجها لها ولم يعطوها حتى ثيابها .. هي وجه من وجوه الظلم الذي يعانيه البعض من فئات من مجتمعنا السوري .. ولكن رغم كل الصعوبات التي يواجهها أبناء شعبنا , والعتمة التي باتت تحتل مساحات واسعة من حياتنا , فلابدّ من إشراقة الشمس مرة أخرى لتلقي بضوئها الساطع الذي سيزيل هذه المساحة السوداء ويعود الأمل من جديد ومعه العدل الذي يمحي الظلم , وليس هذا ببعيد في ظل الملاحم البطولية التي يقدمها جيشنا البطل الذي هو الحق... والعدل... والأمل للسوريين.. |
|