|
حدث وتعليق حيث (ذمته) الواسعة لا تزال تتسع لمزيد ومزيد من اللف والدوران والتسكع بين البلدان وعلى منصات قاعات الاجتماعات والاستشارات، بحجة السعي لإيجاد الحلول للأزمة في سورية، بينما هو خاو من أي مسعىً حقيقي للسلام. كيف نصدق أن الأميركي يسعى حقاً للسلام وإيجاد الحلول؟ وهو لا يكف عن كشف ما يجول في خاطره من تعطيل للحلول، وفي زوايا منحنياته يعلن عن حالة من العدائية تجاه سورية تتكشف فصولها تباعاً من اوباما إلى بايدن وكيري، وموعد جنيف المؤجل دليل جديد. كيري ذهب إلى الرياض في مهمة استبقت جنيف المؤجل، حيث كان من المفترض أن يخطو هناك خطوة إيجابية بعد كل تلك اللقاءات مع الروسي والتحضير والسعي لحوار سوري سوري على الطاولة الأممية، تفضي حقاً إلى وقف نزيف الدم السوري على أيدي الإرهابيين. لكن وبعد لقاء ملوك الوهابية وجبيرهم المسعور، عاد كيري ليركب الموجة السوداء مع منظومة ما يسمون أنفسهم أمراء وملوك آل سعود في وجه السوريين وأمنهم واستقرارهم، بحيث لم يستخدم أي ضغوط عليهم لتحريك عجلة الزمن ولو خطوة باتجاه الأمام. لا نعرف أين طارت حماسة الأميركي! ولكن ما نعرفه أن الأبالسة عندما تجتمع وتتعاون فإنها لا تنتج إلا أبلسة، وهو ما خرج من الأبليسين الصديقين الأميركي والسعودي في الرياض، ليكملها الأميركي في الطرف المقابل ومن تركيا بالتحديد على لسان بايدن بالحديث عن (حل عسكري) كشف التقنع الأميركي مجدداً، وما يخفي وراءه من سعي تآمري على سورية. ما يدور في خلد السعودي أنه مشغول حالياً بلعبة كرسي الملك ويريد دحرجتها بالمقلوب ومن وراء الكواليس، لذا قرر أن يقذف بجنيف لوقت آخر ليخفي بذلك ما يسعى لتحقيقيه، ويغطي على خباياه وبمعية الأميركي الذي لم يجد بداً من مجاراة السعودي على حساب الدماء السورية. تأجل جنيف أو تم ترحيله لن يغير من مسارات الأحداث العسكرية التي يعول عليها أطراف العدوان على سورية، حيث جنودنا البواسل يتكفلون ويكملون مهمتهم في إعادة تطهير المناطق التي لوثها إرهاب الوهابية الأميركية. ليس المهم أن يكون جنيف أو لا يكون، بل الأهم أن حل الأزمة مرتبط بالنوايا الصادقة المترافقة مع العمل الجاد بالالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة والتزام الدول الداعمة للإرهاب كالسعودية وقطر وأميركا وتركيا بوقف تدفق السلاح والإرهابيين برمي سلاحهم. |
|