|
صفحة أولى الصحيفة أشارت الى انه تم التمحيص تقريبا في كل جانب من سياسة إدارة أوباما تجاه سورية حيث استحسن بعضها وانتقد البعض الآخر خلال الاشهر الاخيرة، ولكن أحد اهم هذه الجوانب كان برنامج المساعدات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية المقدمة الى الارهابيين والذي تراجع الى حد كبير. يقول مسؤولون أميركيون لم يفصحوا لوسائل الاعلام عن أسمائهم ان ارهابيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية قد حققوا بعضا من أهدافهم، لكن تكشف هذه المكاسب عن الجانب المظلم للمجموعات التي تدعمها وكالة الاستخبارات المركزية والذي يسبب القلق حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ ذكرت وكالة اسوشيتد برس في تشرين الاول الماضي وحسب مسؤولين أن الجماعات المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية تواجدوا في اراض جديدة بالقتال جنباً الى جنب مع الفصائل الاكثر تطرفا. وكتب حسان حسان المتعاون مع (ذي ديلي بيست مايكل فايس) ان ما حققه الارهابيون في ادلب مثّل تناغما بين القوات المدعومة من السي آي إيه والنصرة، وصواريخ التاو الاميركية المضادة للدبابات، وفي جنوب سورية خاضت الجبهة الجنوبية المدعومة من وكالة المخابرات المركزية الى جانب النصرة حملة هدفت الى السيطرة على مدينة درعا في حزيران 2015. وأوضح الصحفي أنه مع مضاعفة السي آي ايه دعمها للارهابيين بات الآن اكثر اهمية من اي وقت مضى أن يكون هناك مناقشة عامة صريحة وقوية حول برنامج الوكالة، ببساطة، هذا التغيير الكامل في سياسة الولايات المتحدة بدعم جماعات تساعد تنظيم القاعدة لتحقيق التقدم بعد أن أمضت عشر سنوات ونصف في قتال المتطرفين. روبرت فورد السفير الاميركي السابق في سورية كان أوضح انه من خلال الحفاظ على إمدادات الدعم القاتلة للإرهابيين قد تكون السي آي إيه في نهاية المطاف قادرة على تشكيل هذه الفصائل كبديل عملي للنصرة وداعش. مصادر للارهابيين أكدت انه وبعد الاطاحة بجماعتهم في سورية انه لا يمكن لأي ميليشيا العمل في شمال سورية من دون موافقة النصرة بسبب قوة (النصرة) ونفوذها، حيث اعتمدت الفصائل المدعومة من وكالة الاستخبارات الاميركية ما كان يطلق عليه اسم (زواج الضروة) مع المجموعة التكفيرية التي تستغل موقفها للوصول الى الاسلحة الاميركية. وبعد أن تواجد الإرهابيون على بعض المناطق في محافظة ادلب في كانون الاول عام 2014 اعترفت الجماعات المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية أنهم أجبروا على استخدام صواريخ التاو المقدمة من الولايات المتحدة لدعم هجوم نفذته النصرة، وأوضح أحد الارهابيين أن النصرة سمحت للجماعات المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية بالاحتفاظ بالصواريخ،وبالتالي السماح لهم بالحفاظ على علاقتها مع وكالة الاستخبارات المركزية. وأضافت المصادر: من المستحيل القول ان المسؤولين الاميركيين المشاركين في برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لم يتمكنوا من استشفاف ان النصرة وغيرها من المتطرفين استفادوا، وعلى الرغم من هذا فقد قررت وكالة الاستخبارات المركزية زيادة دعم الفصائل المسلحة بشكل كبير بعد الضربات الروسية في سورية في آواخر شهر ايلول. وعن تكاليف البرنامج قالت صحيفة ديلي بيست ان تكاليف البرنامج تفوق فوائده المحتملة وعلى الرغم من ان تقديم مساعدة لتنظيم القاعدة ليس في نية البرنامج ولكنه أحد آثاره. وهكذا وبعد قتال تنظيم القاعدة والتابعين له لمدة عشر سنوات ونصف تساعده الآن وكالة الاستخبارات المركزية على التواجد في اراض في سورية. وختمت الصحيفة انه من غير المرجح ان تتفهم الولايات المتحدة (بدون حضور فعال) الوضع على الارض السورية أفضل من تنظيم القاعدة، لذا فإن استمرار هذه السياسية خطير جدا حيث سيعزز من قوة النصرة، ما سيضطر في نهاية المطاف صناع القرار لمواجهة تنظيم القاعدة الذي يتم تعزيز قدرته في سورية. هذا هو على الاقل السبب في وجوب اجراء مناقشة عامة حول ما إذا كان هذا الحال سيستمر في سورية، وهو جدل يستأنف فيه الكونغرس الاميركي جلسات الاستماع العامة حول وكالة الاستخبارات المركزية، لأن السماح باستمرار هذا البرنامج من دون المقارنة الممحصة في الفوائد والتكاليف والعواقب المحتملة وغير المقصودة امر محفوف بالمخاطر بشكل لا يصدق، ويمكن ان يقوض الثقة والدعم الشعبي. |
|