|
معاً على الطريق وغزا المدن العربية والاسلامية (بغداد ودمشق وحلب وفارس وخوارزم وخراسان) وصلى في مساجدها صلاة الجماعة,ثم أباحها لجيشه فعاثوا فيها فساداً نهبوا وسلبوا وانتهكوا الأعراض. واستقبل في دمشق عدداً من القضاة والفقهاء قدموا إليه يسترحمونه عسى أن يرفع بطشه عن العباد باعتباره مسلماً,إلا عالم الاجتماع الشهير ابن (خلدون) المولود في تونس (1332م) والمتوفى في عام (1406م) . فقد وفد عليه قادماً من مصر لغاية أخرى. كان ابن خلدون فضلاً عن أبحاثه العلمية القيمة مولعاً بالسياسة يطوف في بلاد المغرب العربي بحثاً عن منصب رفيع فترجّح بين (كاتب سر السلطان) وهو يضاهي اليوم منصب رئيس وزراء وبين الملاحقة والسجن. ظن ابن خلدون أن هذا الامبراطور الطاغية (ساذجاً) فحمل إليه الهدايا الفاخرة من مصر,وقدم له ولاء (انبطاحياً) كما يعترف في مذكراته-ثم زين له غزو بلاد المغرب لعله ينال منه منصباً رفيعاً يتبوأ فيه مقاماً يحقق به طموحه. لكن الامبراطور (الأشد مكراً) طلب من ابن خلدون شراء بغلته فقدمها له هدية,ثم أهمله فمل ابن خلدون وغادر دمشق فجرده اللصوص وجردوا رفاقه من كل ما معهم حتى ثيابهم وتركوهم عراة على قارعة الطريق. ولعل التاريخ ذا الصدر الواسع والبال الطويل يستنسخ بين فترة وأخرى أشخاصاً على شاكلة الامبراطور تيمور الأعرج (خليفة جغتاي) ولكن بمسميات أخرى:رئيس دولة,رئيس وزراء,وزير دفاع,وزيرة خارجية..ويستنسخ أشخاصاً آخرين يخسرون بغلتهم ويجردهم قطاع الطرق من ثيابهم. إن الذي يتابع أحداث العراق اليومية بل الساعية:عن السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة,وعن عشرات القتلى الذين يصيرون بين عشية وضحاها مئات و(الجدار العازل) الذي زاد في الطنبور نغماً. واختلف فيه المفسرون بين (نوري المالكي) وبين ممثلي أميركا وأذنابهم الذين قولوا المالكي مالم يقل تسويغاً لارتكاب الجرائم والدفاع عنها والرضا بها حتى تكرر الخراب والذل ووقوع الضحايا وصار عادة يومية تبلدت معها الأحاسيس إلا الخشية من أن تنضب بطون الأمهات.. وفوق هذا السعي لتحويل الأنظار عما يدور في العراق وفلسطين ولبنان,وتغطية لجرائم (دبليوبوش) ودفاعاً عن أخطائه وانحرافاته.. وإلهاء العالم عن هذه الفظائع بافتعال الأزمات للتخويف من ايران وشراء الأسلحة وتخزينها والانبطاح أمام (إسرائيل )وسيلان لعاب ( أبو تيمور وليد جنبلاط) على أي نوع من أنواع البطش ومثلما نقول (لا خير فينا ممزقين) نقول (لا خير فينا مجتمعين) مادمنا نجري وراء سراب السلم الذي يلوحون لنا به كالتلويح بالجزرة على فم الراحلة.ورغم أن (دوام الحال من المحال) فإننا نؤثر السلامة مع القهر يقول الطغرائي: حب السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل وترى من يغتبطون (بالمواطي) ويحتفون بها على أنها طموح الى (المعالي) كرئيس مركز الإعلام العراقي في لندن (الرماحي) وغيره. يقال لهم لقد ثبت أن الإرهابيين الذين يجندون الشعب العراقي مرتزقة يجندهم (دبليو بوش) لينال موافقة (الديمقراطيين والمتشككين من الجمهوريين) حتى يستنزف العراق الى آخر قطرة محققاً حقده وحقد( إسرائيل )الذي لا تحده حدود فيقولون ( هؤلاء جماعة صدام) قتلوا صدام ودفنوه لكن شبحه لا يزال يؤرقهم ويروعهم أن يبعث من جديد . anhijazi@aloola.sy |
|