|
البقعة الساخنة ومن قبلهما الوحدة الوطنية التي شكلت طوال العقود الماضية الركيزة للنجاحات الكبيرة الداخلية والخارجية التي حققتها سورية رغم الأوضاع المضطربة في المنطقة. والمتابع عن بعد وقرب للأساليب التي اتبعت من قبل هؤلاء الساعين لضرب الاستقرار الداخلي عبر استخدام التجمعات واستغلال بيوت الله إضافة للاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وإثارة الفتنة في النسيج الاجتماعي السوري لايحتاج لإثباتات للاستنتاج أن الشعارات التي يرفعها هؤلاء والخاصة بالقضايا الاصلاحية استخدمت أيضاً بقصد اكتساب الشرعية الزائفة وكسب المشهد الإعلامي في المنطقة الذي تسود بعضه فوضى عدم الانضباط والسعي للمنافسة البعيدة كل البعد عن المهنية والمصداقية، مع عدم استبعاد الانخراط في عملية الاستهداف الخارجي لأمن واستقرار سورية ودورها الذي لم يتوقف طوال العقود الخمسة الماضية وإن اختلفت الأساليب والوسائل ولكن الغاية واحدة. لاشك أن الأغلبية العظمى من الشعب السوري مدرك لهذا الأمر وردود فعله الفورية لتطويق العابثين بالأمن وكشفهم وتعريتهم ، والاستمرار بذلك جزء مهم ومحوري من العمل الذي تقوم به السلطات المختصة لحفظ الأمن والاستقرار الذي لن يسمح هذا الشعب لأحد بالنيل منه بحجج لاتنطلي أهدافها المريبة على أحد. مايمكن استنتاجه أيضاً أن سورية ستخرج من هذه الأحداث العارضة والغريبة عن مجتمعها وطبيعة شعبها المتسامح والمتعايش أقوى وأشد بأساً في مواجهة المخططات المعادية.. وماصدر عن مراسيم وقرارات جديدة ستأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعاً تشكل بداية صلبة ومدروسة لمرحلة جديدة عنوانها المزيد من التلاحم الوطني والاهتمام بقضايا المواطنين وهمومهم. إن ماشهدته بعض المحافظات السورية في الأيام الماضية مع مايحمل بين طياته من احتمالات حدوث الأخطاء والتقصير في جوانب معينة وخاصة أمنية يجب أن يؤخذ بالاعتبار وعلى محمل الجد .. فسورية لها خصوصيتها ولها مواقفها.. ولها ثوابتها.. ولها شعبيتها العربية.. والأهم لها دورها الفاعل والمميز في تطورات وقضايا المنطقة ومحيطها الإقليمي والدولي، ولكل ذلك هي مستهدفة في أي لحظة ووقت ولذلك يجب سد جميع الثغرات التي من الممكن أن تشكل مدخلاً للمتربصين بها شراً، وخاصة بالأمن والاستقرار الضامن الأساسي لاستمرار جميع هذه الميزات التي تشكل فخراً ومجداً لكل مواطن سوري وعربي. |
|