تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوحيدُ.. كحجرةٍ في المعجم

رسم بالكلمات
الأثنين 28-3-2011م
محمود الحاج محمد

فلتمضغِ الأغصانُ ظلِّي

حينَ أجلسُ تحتها...‏

ولْيعبرِ الماضي شُرودي.‏

موغِلاً في كلِّ شيءٍ موغِلٍ في ذاتهِ:‏

أرفو قميصَ الوقتِ،‏

أرفوهُ بخيطانِ الخلودِ.‏

ثمَّ أدعكُ معدِنَ الفوضى ليلمعَ‏

كي تجفَّ رتابةُ الإيقاعِ في حلقِ النشيد.‏

حاملاً لغتي، على كتفي، أسيرُ‏

وحاملاً شكِّي ...‏

أنا خزَّافُ شكٍّ ينحتُ المعنى‏

ويكسرهُ على صخرِ الأكيد.‏

لستُ قدِّيساً ولا متصوِّفاً!‏

لكنَّني أبدو كمن يحصي‏

أصابعَ وحدةٍ قُـطِعَتْ ...‏

فأسرفُ في امتداحِ الوهمِ‏

يأتي حاملاً كيسَ الحقيقةِ من بعيدٍ‏

من بعيدِ.‏

موغلاً في كُـلِّ شيءٍ موغلٍ في ذاتهِ:‏

جسدي نحاسٌ باردٌ،‏

ورغيفُ صمتي يابسٌ،‏

والكونُ من حولي رُكودٌ في ركودِ.‏

ظِلُّ عنقودٍ سيكفي‏

كي تفيقَ ثمالتي في كأسيَ الظَّمأى‏

وظِلُّ حديقةٍ يكفي‏

لتسمعَ أضلعي صوتَ الورودِ.‏

طاعناً في وحدتي...‏

لكأنَّني بيتٌ ويأسي بابهُ...‏

لا شيءَ يعبرني‏

سوى ريحٍ تهجِّئُ كفَّـتي يأسي وتلثغُ بالصريرِ/‏

كأنَّني حجرٌ بمعجمِ هذه الدنيا‏

ينقِّحني غباري‏

ثمَّ يقرؤني خلودي.‏

موغلاً في كُـلِّ شيءٍ موغلٍ ذاتهِ:‏

قد أعْشَبَتْ عينايَ يا أمِّي‏

ولم أنظرْ إلى أنثى سواكِ،‏

ولم أمرِّغْ شهوتي في ماءِ أنثى،‏

لم أضاجعْ غيرَ حلمٍ/‏

أعشبتْ عينايَ يا أمِّي‏

ولم أعثرْ على غير الطفولةِ في بريدي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية