تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في حضرة الشعر.. رسائل للمحبة والسلام

ثقافة
الأثنين 28-3-2011م
سوزان ناعسة

من الجميل أن نرى الشعراء يعتلون منصة المنبر الواسع في مركز اليرموك الثقافي العربي كأزهار الربيع المتنوعة ولملونة، نشتم رائحتها العطرة من كلامهم المبدع الذي يدخل إلى عالمنا ويسكن أرواحنا عازفاً على وتر الوجدان والعاطفة.

حيث أقيمت أمسية شعرية شارك فيها: (غانم بو حمود وغدير إسماعيل وابراهيم القاضي).‏

افتتح الأمسية الشاعر والقاص (غانم بو حمود) عضو اتحاد الكتّاب العرب وجمعية الشعر، صدر له أكثر من عشر مجموعات شعرية نذكر منها: «سارقة الكرى، قيامة الشجر، بكائيات فرس الليل، مقامات العطر المالح، فاكهة الرماد، انطباعات شيخ القصب، ذاكرة الحرير».‏

وثلاث مجموعات قصصية بعنوان «كهرمان، عراف الوقت الهارب، والمطحنة» وهي آخر إصدار له عن دار الناقد للثقافة.‏

وقد تحدث بداية عن قصائده التي توغل في الذات الإنسانية وتتناول المشاعر والأحاسيس بشكل مرهف وصادق وعفوي وهي قصائد اختارها بعناية كي يكون شعره رسولاً للمحبة والفرح لا سلماً للأوجاع والآلام واليأس والفنون، فهو يعزف على الوتر الإنساني بعيداً عن أي شيء يجرح أو يؤلم، نذكر منها قصيدة بعنوان (شهوة الأنخاب).‏

على النمط الكلاسيكي (شعر القافية) تتحدث عن نبع جميل في صافيتا اسمه (نبع الغمقا) يقول فيها:‏

قالت: ترجل إن أذعت عتابي‏

بي منك وجد لو رأيتك ما بي‏

سيان عندي إن كتمت مشاعر‏

تسمو على العبرات والأسباب‏

وقصيدة غزلية كلاسيكية بعنوان (اللاوصول) تقول:‏

ارحل ارحل مني إليك‏

أهيم أفتش عني لديك‏

مادمت منك ومادمت مني‏

فكيف بربك أقسو عليك‏

وختم بـ (مرثية مخمل) وهي قصيدة نثرية عن الأرض والإنسان والعلاقة مع الطبيعة ومع الآخر يقول في مطلعها:‏

ولأني من قرية نائية عند قطب الشتاء..‏

لا تزورها الشمس إلا كثيراً كثيراً.. قطافاً.. قطاف..‏

وبعد صلاة ألف ليلة وليلة.. للوح الجفاف.. عمدني البرق بدمع الدوالي...‏

بالإضافة إلى قصائد أخرى بعنوان (بحر الهلاك ومن ذاكرة الشتاء).‏

ثم اعتلى بعد ذلك المنصة الشعرية الشاعر الشاب (ابراهيم القاضي) وهو طالب جامعي بكلية الجغرافيا له العديد من القصائد المنظومة على نمط الشعر الحديث (القصائد الحرة) تحمل معاني بوحية وروحية وفيها شيء من الوجدان العميق وبعض المواضيع الفلسفية أو الماورائية التي تعبر عنه وعن مكنونات نفسه وتتناسب مع الجو العام والحضور المتنوع نذكر منها (رقصة الكسيح).‏

داخل عزلتي أدور الزوايا... وبملح عبراتي أعجن الجدران أنزع ساعة الحائط وأعلق تفاحة تنخرها الديدان).‏

داخل عزلتي أستدرج عقلي.. أشعل فكرة بزيت الفراغ و... جمر العيون‏

«ونزيف أول أخير قال فيها:»‏

في ارتباك المسافة يتأنث دمي بنبض خطوك... قطرة... فقطرة كطير يهجر عشه الحاني ليغير قدره...‏

وكوميديا الآلام مطلعها يقول:‏

أسيرٌ أسير.. متكئاً على قلبي.. يسبقني الدم.. بخرائط النزيف لينير دربي.. جسدي يقوده ظلي.. والروح تمشي خلفنا وبعدها ألقى (الزمن الآتي):‏

ربما الهذيان بمسرح عقلي.. سبقني لعينيك..‏

ربما حزنك الملائكي‏

أثقل باللذة أوردتي...‏

واختتم الأمسية الشاعر الشاب (غدير اسماعيل) طالب بكلية الحقوق في جامعة حلب له عدة مشاركات في حلب وطرطوس ودمشق وتنويه في مهرجان ربيع الأدب، بالإضافة إلى مجموعة شعرية قيد الطباعة بعنوان (اعترافات فوق مستوى الجريمة).‏

قصائده تتنوع في مواضيعها، فبعضها وجداني والبعض الآخر يحمل معنىً اجتماعياً أو سياسياً.‏

بدأ بقصيدة عنوانها (رنّ الهاتف) يقول فيها:‏

رن الهاتف فانطفأت ذاكرة الوقت‏

كنت قريباً أتأمل سرب الضجة يغزو البيت‏

أتأمل كيف نُشر الرعب دوائر في فنجان الشاي وصحن الزيت.‏

ثم قصيدة بعنوان (صفصاف) مطلعها يقول:‏

بحر المرافئ غير بحر العاشقين.. لا يذكر الصفصاف شيئاً كان مشغولاً بنقل الريح من بحر إلى بحر وتلطيف الهواء..‏

وكيف يعلو الموج.. وكيف تنفجر الصغيرة بالبكاء‏

واختتم بقصيدة بعنوان (الحلم) جاء فيها:‏

الحلم مرهون بحلم في يديك...‏

يعانق الأشياء.. كي تجد الحقيقة حلوة في ناظريك..‏

وإذا نساك الليل يأتي مثل قديس ليمسح دمع جفنيك والعيون..‏

والحلم شيء لا يكون..‏

بالإضافة إلى قصائد أخرى وجدانية أو تحمل بعض معاني التصوف بعنوان (لا تنتظر- ومن أنت).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية