تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


داء منّيير

طب
الأثنين 28-3-2011م
الدكتور عارف زهير العوا

وصفه منيير سنة 1861 بالأعراض الثلاثة المميزة وهي: الدوار الفجائي، واضطراب السمع المتغير، والطنين.

يبدأ المرض في منتصف العمر غالباً، وإن كانت قد ذكرت حوادث لأشخاص في العاشرة أو بعد الستين، ويصيب الجنسين على حد سواء ونادراً مايكون عائلياً، وقد تظهر منه أشكال غير كاملة لايظهر فيها سوى الدوار دون اضطراب السمع أو الطنين.‏

بروسبر منيير، طبيب أنف وأذن وحنجرة فرنسي 1799-1862.‏

الأسباب:‏

استسقاء اللمف الباطن.‏

الفيزيولوجيا المرضية‏

وجود اتساع الأكياس الغشائية للحلزون والتيه وانبثاق الأكياس وتنكس العناصر الحسية، وهذه تؤدي إلى ارتفاع مزمن في ضغط اللمف الداخلي في الأنابيب وهذا يفسر الشعور بامتلاء الأذن.‏

الأعراض والعلامات‏

يتميز دوار منيير بنوبة فجائية متقطعة معاودة من الدوار تدوم دقائق أو ساعات يكون الدوار من النوع المحيطي مع وهم المريض أن الأشياء تتحرك حوله، ولا تتأثر النوبة بتغير الوضعة، وقد يكون الدوار شديداً قوياً لدرجة يتعذر معه المشي، وقد تعاود النوبة عدة مرات في الأسبوع، وقد تغيب سنوات عديدة وفي الفترات بين النوبات لايشكو المريض من اضطراب التوازن أو الدوار، وأثناء النوبة تشاهد الرأرأة (حركة العيون اللا إرادية) وتكون مركبتها البطيئة نحو الأذن المصابة، وقد يرافق نوبة الدوار غثيان وقيء وشحوب بسبب كثرة إصابة المناطق المتعلقة بالعصب المبهم وبالمناطق المحركة للأوعية في مضيع الدماغ التي تتلقى إنزيمات الدهليز، وقد يحدث أحياناً غياب الوعي، وذلك على مايظهر بسبب انتقال الاضطراب الدهليزي إلى التشكلات الشبكية في مضيق الدماغ التي تحافظ على الصحو، وأكثر من نصف المرضى يشعرون بحس امتلاء في الأذن أو الرأس أثناء النوب، واختبار الماء البارد والحار يظهر في نصف الحوادث غياب الرأرأة المسببة عن حقن الماء في مجرى الأذن الظاهرة في الأذن المصابة كلياً أو جزئياً.‏

ونقص السمع يبدأ في مرض منيير قبل الدوار وخلاله أو بعده، ويصيب أولاً التواترات الخافتة ثم يصيب جميع التواترات وقد ينقص السمع خلال نوبة الدوار، كما يتوقف الدوار عندما يفقد السمع كاملاً ويحدث الصم وحيد الجانب في 10٪ من الحوادث كما يمكن أن تحدث الإصابة بالطرفين في 12٪ من الحوادث، وقد تتشوه الأصوات في دوار منيير فيظهر تضاعف السمع، ويبقى الطنين في الفترات بين النوبات ويكون غالباً بشكل الهدير، أو بشكل ضجيج مرتفع في الأذن المصابة.‏

الأدوية‏

العلاج الأمثل لداء منيير هو استعمال مضادات الهستامين، والستيروئيدات ومضادات الفعل الكوليني والمدرات، وأجهزة تساعد في نقل الضغط عبر الطبلة مثل جهاز المنييت الذي أظهر نتائج واعدة.‏

العلاج الجراحي‏

وفي الحالات العنيدة يجب التفكير بالجراحة وخاصة إذا كان السمع في الأذن قد فُقد، وتكون العملية الجراحية بقطع انتقائي للعصب الدهليزي أو خزع التيه جراحياً أو تخريبه بالتبريد أو بالأمواج فوق الصوتية، ويوصى بحمية قليلة الملح مع إعطاء المدرات لتقليل تكون اللمف الباطن، كما يمكن حقن مادة الجنتامايسن (gentamicin) في الأذن عن طريق خزع غشاء الطبل بتراكيز مختلفة وبتواتر زمني يختاره الطبيب المعالج وفقاً لتطور حالة المريض.‏

 الاختصاصي بأمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية