|
معاً على الطريق وهو أيضاً الإطار الوحيد، الذي يضمن أمنهم وحرياتهم، لأن علمانية الدولة تعني الاعتراف بحق الاختلاف وممارسة الشعائر الدينية المتباينة، طالما أن الأمر لايمس سلامة الوطن وأمنه ولا ينعكس سلباً ولاإيجاباً على مراكز القرار.. بعملية حسابية بسيطة، يمكن القول إن هذه الأقليات مضافاً إليها الفئات المتنورة ونخب الأكثرية الثقافية والسياسية والاقتصادية، تشكل أغلبية المجتمع السوري، وهؤلاء حيّرتهم وربما أخافتهم تسلل دعوات ظلامية إلى مطالب حق تشكل موضع إجماع لدى الشعب السوري، كما لدى أي مجتمع حي غيور على دولته ووطنه، مثل محاربة الفساد والمزيد من الحريات وعدم تمدد أمن الوطن على حساب أمن المواطن.. لكن هل كانت ردة فعل الأغلبية متناسبة مع الخطر الذي يهددها ؟ أجزم أن الجواب بالنفي، مع أن بعض الخطب وصلت إلى حد التحريض على فتنة طائفية لا تهدد فئة بعينها، بقدر ما تهدد بتفتيت وطن وتقويض وحدته وجمال تشكيله. أعتقد أن رد فعل الأغلبية منكفئ بالمقارنة مع حجم الأخطار المهددة، لأنهم يحتاجون إلى مكاسب يدافعون عنها وإلى أطر تنظيمية وحزبية جديدة تفرز الاختلاطات وتمنهج المواقف، فتنقلها من إطار رد الفعل إلى الفعل، ومن الشارع إلى المنابر، ليأخذ الصراع الفكري والحضاري شكله المنشود بين قوتين إحداهما ظلامية أو متشددة، والأخرى حداثية ومتنورة لكنها مازالت dianajabbour@yahoo.com ">مشتتة. dianajabbour@yahoo.com |
|